رئيس التحرير
عصام كامل

كيف ننهاهم عن شيء أتى به كبارهم وقدوتهم ؟!


كان طبيعيا أن يستحل الطلاب الغش أخلاقيًا مادام آباؤهم ومعلموهم قد باركوا مثل هذا العمل، وسعوا إليه، غير مبالين بالأثر الأخلاقي على الأبناء.. فكيف ننهاهم عن شيء أتى به كبارهم وقدوتهم.. والسؤال هل يمكن التعويل على صحوة ضمائر البشر أو استقامة أخلاقهم للتوبة عن الغش أم يجب إلزامهم بعصا القانون، وتكريس مبدأ الوقاية خير من العلاج ؟!


التعليم قضية مصير.. وليس هناك أمة نهضت بغير عقول أبنائها وسواعدهم وابتكاراتهم وإبداعاتهم.. تقدم التعليم يلزمه إرادة مجتمعية وجهود مخلصة يبذلها علماء نابهون وطنيون، وحكومة تشجع التعليم وتؤمن بحتمية إصلاحه، وتنفق عليه بسخاء وتربط مخرجاته بتنمية المجتمع المحلي.. فاختراعات العلماء واكتشافاتهم لا تأتي من فراغ، ولا مصادفة بل بجهود متواصلة دءوبة؛ ومن ثم فإصلاح التعليم لا يحتمل أي تأجيل أو تسويف، بل يلزمه جراحة عاجلة ماهرة وجدية تعصمه من بيروقراطية الموظفين، وأعداء النجاح والتطور؛ فالتعليم الناهض شرط لأي تنمية، وعلاج هذا الملف أشد أهمية حتى من محاربة الفساد أو الخروج على القانون، فالفاسدون لو تلقوا تعليمًا صالحًا ما فسدوا وما خرقوا القانون ولأنصلح المجتمع كله.

الجريدة الرسمية