هل مرسى أحسن من مبارك؟
لا أظن أن السؤال صادم، ففى الحقيقة هو يتردد فى الشوارع وبين الناس، وفى جلسات كثير من الصحفيين والسياسيين، ربما ليس بهذه الصيغة ولكنه يحمل دائماً ذات المعنى، وقبل أن أكمل لابد من التأكيد على أننى كنت من المعارضين لمبارك ونظامه، ومن حسن الحظ أننى أعمل فى مهنة علنية، فكل كتاباتى منشورة. ثم إننى مضطر للمقارنة بين السيئ والأسوأ، أو على حد تعبير صديق عزيز "مضطرين لأن نمنح الرئيس مبارك شرفاً لا يستحقه".
ثانياً: إن عدداً ليس بالقليل من قيادات التنظيم السرى للإخوان لهم تصريحات منشورة فيها مدح لرجال مبارك وللوريث، وفيها إعلان عن إخلاء دوائر لرجال الحزب الوطنى وتفاهمات، أو للدقة صفقات.
الأمر الثالث: هو أن الإخوان يخوضون حرباً شرسة ضد خصومهم السياسيين بتشويههم بالتكفير الدينى أو السياسى بأنهم من "الفلول" أو يتعاونون معهم.
فهل مرسى أفضل من مبارك، وهل الإخوان وحلفاؤهم أفضل من "الفلول"؟
قبل الإجابة، لابد من التأكيد على أن أى مقارنة لا يجب أن تستند إلى الأشخاص، ولكن إلى سلوك سياسى وبهذا المعنى علينا أن نعقد مقارنة بناء على مصلحتنا وليس بناءً على خطابات ديماجوجية هدفها تخويفنا:
1- مبارك قُتل فى عهده متظاهرون، وهذا ما حدث فى عهد مرسى كرئيس وحدث فى عهد المجلس العسكرى الذى عقد الإخوان معه صفقة وتواطأوا معه على قتل المصريين، وكرموا قياداته.
2- تم تعذيب المصريين فى عهد مبارك وفى عهد مرسى أيضاً فى أقسام الشرطة والسجون.
3- الفقراء كانوا يعانون فى عهد مبارك وفى عهد الإخوان ازداد فقرهم فقراً، وأصبحت الحالة الاقتصادية مأساوية.
4- الحريات العامة والفردية أسوأ فى عهد مرسى، وخاصة حرية الصحافة والإعلام وذلك بشهادات مؤسسات دولية يسعى لها الإخوان لتحسين صورتهم والحصول على مساعدات.
5- الكذب السياسى يمارسه الاثنان بذات الخطاب، والحقيقة أن مرسى أكثر فجاجة، فقبل وصوله إلى القصر الرئاسى كان خطابه عكس تماماً ما يفعله.
6- مرسى
فعل ما لم يجرؤ مبارك على فعله، منه مثلاً عدم تنفيذ أحكام المحكمة الدستورية
العليا، ومحاصرتها ومنع دخول أعضائها بالبلطجة.
7- مبارك لم يجرؤ على عزل أى نائب عام. ولم يجرؤ على تحصين قراراته ضد رقابة القضاء.
8- مبارك كان مستبداً، ولكنه لم يجرؤ على كتابة دستور على مقاس حزبه الوطنى، ولم يجرؤ على كتابة دستور عنصرى طائفى.
انتهت المقارنة السريعة، ولابد من التأكيد أننى لا أريد الاثنين، وكنت ضدهما قبل وأثناء وبعد الثورة، لكننى لا أريد أن يضحك علينا الإخوان بخطاب "الفلول"، والأهم أننى أريد - وأظن أنك مثلى- بلداً حراً لا يسرقه هذا التيار أو ذاك.