رئيس التحرير
عصام كامل

محمد صلاح رجب يكتب: "الخروج من سلة القمامة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت: ومن كان يستطيع أن يراود فكر عاهرة عن نفسه ؟!
قال: ُكٍُثر ولكن كان يجب تحذيره أن يستجيب لعالم أو شاعر.. سيثيرانه ليلًا بين الشموع فيسرقانه ليتركاه مجنونا قد بلل ثيابه منه..

ثم استطرد: 

سيجد رسالة ربانية منهما بأن الُغسل حرام الا لو طاف عاريًا في سوق المدينة ليكفر عن ذنوبه الجمّة ويعود بلا خطيئة !!
قالت: خرج علىّ ضخمًا كث اللحية ذات مساء يحول بيني وبين مأواي دونه معي على الفراش..
ضحكت ضحكة رقيعة فتسربتۥ لدمه ثم اختفيت وتركته بدون عمامة تقريبا 

قال: ومن المؤكد بدون أشياء أخرى أيضا !!
بتولٌ كنتي وقتها بعد ضحكة لا تخرج الا من مومس.. سكبتي الخَدر على أوجاعه ما تضعفه.. وغاب هو مُفرَطَ الفرح لعودة الغائب فانسحبتي وتركتي أثرك في دمه يسبح افرازاتٍ أشعلت نار رجولته وأضاعته لُبّه..
قالت: مسكينٌ من حُرمَ وضعيفٌ من عُقّ.. نُهدي يُؤلمني مُلحًا عليّ العودة لذلك السبيل..
من تُراه يُطيق نار العادة أن لم تكن ؟!! 

كانت رائحتهم جميعا عقابٌ لحظيّ..
قال: عندما رأيتها ابتسمتُ فتلطّخت يداي بالذنوب المُغرقة.. خبأتُها في صدري كيلا تخاف فارتَعَشت وعاشت أبدية البكاء تأنُّ قطعًا من قلبي حزنا على الراحة..

تخلصت منها مسرعا في أقرب سلة قمامة كمنديل متّسخٍ ولم أكن أدري أني نسيت قلبي مضمّدا به..
عاش قلبي نزيل السلال سنين يفرح بجديدةٍ تتسخ بحلوله حتى أصبحتُ أسود الروح بلا قلب..
"صوت ينادي من آخر الطرقة آذنًا له بالدخول "
قالت: دورك حان.. الطبيب ينتظرك.. اترك سواد الروح هنا فقد سمعت نبض قلبك منذ قليل عندما عدتُ إلى الحياة على يديك.
الجريدة الرسمية