في ذكرى وفاة النبوي إسماعيل..وزير داخلية السادات يكشف تفاصيل جديدة عن حادث المنصة..كل الدلائل أكدت اغتيال الرئيس..«الجهاد» خطط لتفجير المنصة بطائرة..واعتقالات سبتمبر ليس لها علاقة
الصندوق الأسود للرئيس السادات، هكذا كان يتم تعريف اللواء النبوي إسماعيل وزير الداخلية في الفترة من 1977-1982 والذي يعد شاهدا رئيسيا في واقعة اغتيال السادات فيما عرفت بـ«حادث المنصة».
ولعل القدر لعب دوره مع هذا الراجل إذ تأتي ذكراه أيضا بالتزامن مع الذكرى الثالثة والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة الذي خاضها الجيش المصري العربي ضد الاحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء.
في ذكرى وفاتة تكشف « فيتو » تفاصيل جديدة سردها النبوي إسماعيل قبل رحيله عن حادث المنصة.
كامب ديفيد سبب الاغتيال
يروي وزير داخلية السادات في أحد الحوارات الصحفية التي أجراها في حياته، أن الأسباب الرئيسية وراء عملية اغتيال السادات لم تكن اعتقالات سبتمبر كما صورها البعض، وأنما قررت جماعة « جهاد » برئاسة عبود الزمر اغتياله عقب معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، وما يدل على ذلك أنهم دبروا لاغتياله في يوليو عام ١٩٨١ أي قبل صدور قرارات التحفظ والاعتقال.
طلقة في صدر السادات
ويقول النبوي إسماعيل: إن كل الدلائل كانت تؤكد أن السادات سيغتال يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١، وأنا أخبرت الرئيس السادات قبل العرض بثلاثة أسابيع بأن تنظيم الجهاد يسعى لاغتياله، وقمت بتسليم شريط فيديو للرئيس السادات يظهر مجموعة من عناصر تنظيم الجهاد وهم يتدربون على السلاح وظهر أحدهم وهو ينظف ماسورة بندقية آلي وسأله آخر ماذا ستفعل بهذا السلاح فقال ستكون أول طلقة في صدر السادات.
تفاصيل مكالمة ليلة العرض
ويكشف وزير الداخلية الراحل في أحد مقابلاته الصحفية، أنه اتصل بالرئيس السادات ليلة العرض وقال له: "ياريس أنا قلقان جدًا من بكرة، فسألني ليه يانبوي؟ فقلت له الطريق من البيت للرئاسة طريق طويل، والسيارة التي ستركبها ستكون مكشوفة وسيكون معك نائب الرئيس ورئيس الوزراء، إن الحقيقة الثابتة لدينا أن هناك ضباط جيش أعضاء في تنظيم الجهاد لم يتم القبض عليهم حتى الآن، وعدم القبض عليهم، يعني أن هناك خطرًا عليك ياسيادة الرئيس، فرد السادات موجهًا حديثه إليه قائلًا «يانبوي أنا هددتهم في خطابي في ٢٨ سبتمبر، وقلت لهم أنا مش حارحمهم» فرد النبوي حينها «ياسيادة الرئيس لو أننا لم نكشف عبود الزمر لكان من الممكن أن يكون جالسًا في المنصة ومعه سلاحه، وعبود ليس بمفرده ياريس معه آخرون لم نكشفهم بعد»، إلا أن الرئيس قال «يانبوي انت عملت عمل كبير قوي بكشفك عن هذه المجموعة وإن شاء الله بكره يعدي على خير، تصبح على خير يانبوي» .
5 محاولات لاغتيال الرئيس
وتابع «إسماعيل»:، إن جماعة الجهاد خططت لقتل السادات أكثر من خمس مرات قبل حادث المنصة مرة واحدة منهم قبل سلسة الاعتقالات التي أمر بها السادات في سبتمبر 1981 في استراحة القناطر ومرة أخرى وهو في طريقه للحزب الوطني والمرة الثالثة كانت في شهر يوليو من عام ١٩٨١ أثناء مشاركته في احتفال بذكري خروج فاروق من مدينة الإسكندرية، وكانوا ينوون اقتحام الحفل بملابس شرطة عسكرية ومعهم سيارة محملة بأنابيب البوتاجاز والمفرقعات ثم يفجرونها، وأعضاء الجهاد اعترفوا في التحقيقات أنهم كانوا يريدون اغتيال السادات في استراحة القناطر فوجدوا كثافة المباحث لا تمكنهم من دخول المكان لا كأشخاص ولا بالسلاح.
تفجير المنصة بطائرة
وأكد وزير داخلية السادات أن وزارة الداخلية اعتقدت أن تنظيم الجهاد سيغتال الرئيس أثناء العرض العسكري عن طريق تفجير طائرة في المنصة، وأن عبود الزمر صدق على هذا الاعتقاد بقوله في التحقيقات أنهم كلفوا أحد عناصر التنظيم بتفجير المنصة بطائرة، ولكن هذا الشخص كلف بمأمورية قبل العرض بأسبوع.
وفاة الرئيس
ويشير النبوي إسماعيل إلى إنه عقب إطلاق النار على الرئيس كان بينه وبين السادات ثلاثة أشخاص، وشاهد رجال الإسعاف وهى تحمل الرئيس.
وأضاف وزير الداخلية الأسبق أنه ترك العرض وأثناء التوجه إلى وزارة الداخلية أعطى تعليماته للقيادات الأمنية في أسيوط والمنيا والإسكندرية، وغيرها من الأماكن المهمة، ثم ذهب إلى المستشفي، لافتًا إلى أن الرئيس مبارك كان أمام الغرف، وحين سألنا عن حالة الرئيس قال الأطباء لنا : «اعتبر الرئيس مات»، والسيدة جيهان السادات كانت موجودة بجوارنا وتفهمت الموقف وطلبت من الرئيس مبارك أن يري ماذا سيفعل، وقالت «مصر أهم ».