العم سام والعمة هيلاري
الولايات المتحدة الأمريكية مجتمع متحضر بالمقاييس الغربية ومتحضر بمعنى أنه مجتمع مفتوح لا يخفى شيئًا.. يعترف بأخطائه وسلبياته ولا يحاول أن يجد مبررات لها مهما كانت.. يحيا في بحبوحة من العيش في كل مجالات الحياة.. المال هو عَصّب الحياة.. ويعترف بذلك ولا يجد غضاضة في هذا.. تتحكم التجارة والمال في كل شيء حتى السياسة والتعليم لكن ليس على حساب الجودة..
ويحب الأمريكيون الإحصاء والرياضة خصوصًا كرة السلة والملاكمة مع أنهم يكرهون الرياضيات والتاريخ وفى المدارس والجامعات الرياضيات من أهم المواد الأساسية مع الإنجليزية وهم دائمو التغير والتبدل.. يغير الأمريكى مهنته ووظيفته وبيته ومكانه على الأقل مرة.. ولا يثبت على حال.. يعشق التغيير في الأكل والملابس ووسيلة المواصلات وتسريحة الشعر.. وطبعًا الزوجة إن أمكن أو الزوج كلما كان ممكنًا.. والتغيير سمة الحياة في بلاد العم سام ويحب الأمريكى المفاجآت والمغامرات وطبعًا القمار في حدود المعقول..
أما المرأة الأمريكية فهى إما زوجة وربة بيت وهذا قليل وإما تعمل لتساعد الزوج وأحيانا تصرف عليه وهذا في حالة أن يكون الزوج ما زال طالبا في الجامعة وتعمل الزوجة إلى أن ينتهى الزوج من الدراسة وعادة يتركها بعد الحصول على المؤهل وغالبا الدكتوراه.. ويوجد نوعان آخران من نساء أمريكا الأول الليبرالية وهى المرأة المتحررة ذات الشخصية المستقلة عن الرجل والنوع الآخر هو الحرة المتحررة وهى المرأة التي تفعل مثل الرجل تمامًا بل أسوأ وهذا نوع خطر من النساء ومن الأحسن البعد عنهن لكنهن قليلات لحسن الحظ... والمرشحة هيلارى من نوع الليبرالية ذات الشخصية المستقلة عن الرجل وتتصرف باستقلالية لكنها تحترم زوجها ولكن لها الكلمة العليا في الزواج يعنى "سي السيد"..
واختيار هيلارى كمرشحة للحزب الديمقراطي كان متوقعًا لأنها اكتسبت خبرة لا بأس بها في السياسة كعضوة في مجلس الشيوخ، ثم وزيرة للشئون الخارجية، كما أنها كانت زوجة لرئيس الجمهورية وتصرفت بحكمة أثناء مشكلة زوجها مع الكونجرس ولم تقم الدنيا وتقعدها مع زوجها الرئيس ويبدو أنها كانت تخطط لمستقبلها وكسبت احترام الجميع واختارها الرئيس أوباما لوزارة الخارجية ولدعمه السياسي وهى بالتأكيد أصلح من المنافس المحتمل..
والحزب الديمقراطي نصير الليبرالية والاشتراكية والمساواة عكس الحزب الجمهورى زعيم الرأسمالية وشركات الأعمال وضد القيود الحكومية والقوانين المعطلة لحرية تداول الأموال كما يزعمون..
فرصة هيلارى أكبر من فرصة المنافس أيًا كان لأنها امرأة والأمريكان يحبون التغيير ويتطلعون إلى حكم أنثى بعد حكم "أسود" ليتم التساوى بين طوائف المجتمع وتتحقق الديمقراطية التي بنى عليها مجتمع الفرد الأمريكى.