رئيس التحرير
عصام كامل

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!


رغم أن للصوم الحقيقي فوائد صحية جمة، فإننا حرمنا أنفسنا منها بإسرافنا، ليس في تناول الأطعمة والأشربة فحسب بل بإطالة السهر أمام شاشات التلفاز لمشاهدة مسلسلات وبرامج جاوزت تكلفتها الملياري جنيه، وبلغت فيها أجور مشاهير النجوم أرقامًا باهظة، تصيب من يعرف بها من الفقراء بغصة في الحلق، وإحباط ما بعده إحباط، وهي أرقام تكفي لإصلاح كثير من العشوائيات والمستشفيات المريضة.


والسؤال الذي لابد لكل مسلم صائم أن يجيب عنه فيما بينه وبين نفسه: هل حققت مراد الله في الشهر الكريم.. هل تغيرت سلوكنا في رمضان لأفضل مما كانت عليه قبله.. هل رقت قلوبنا للفقراء فمددنا لهم يد العون.. هل انتهينا عن تصرفات غير أخلاقية كنا نفعلها قبل رمضان..هل توقفنا عن الغيبة والنميمة والغش والاحتكار وإلقاء المخلفات في الشوارع وترك صنابير المياه مفتوحة لتهدر مياهًا تشتد حاجتنا إليها في ظل ما نعانيه من فقر مائي مرشح للزيادة.. هل اقتصدنا في الطعام والشراب.. هل كففنا عن النظر إلى المحرمات؟!.. وهل وهل وهل

التدين المغشوش آفة ابتُليت بها مجتمعاتنا للأسف، فهو تدين شكلي لا روح فيه، ولا مراقبة لله، تدين ينقصه الإخلاص والفعالية والروح الملهمة بالإيمان، القادرة على تغيير الذات أولًا ثم يمتد أثرها إلى المجتمع الأكبر من حولها؛ عملًا بقوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
ارجوكم راجعوا أنفسكم وتصرفاتكم لعل وعسى.

الجريدة الرسمية