رئيس التحرير
عصام كامل

نسير إلى الخلف...؟!


لا يمر يوم على المشهد السياسى المصرى بسلام دونما يعكر صفو الأمن العام.. ولا صفو السلام الاجتماعى الذى يجمع الشعب فى نسيج واحد.

الداعون لمظاهرة الجمعة الماضية "جمعة رد الكرامة" أيا كان هدفها وسببها، من حقهم أن يعبروا عن رأيهم بطريقة سلمية.


لذلك كان من الخطأ الجسيم أن ينزل شباب الإخوان فى نفس اليوم بدعوى حماية مقر حزب «الحرية والعدالة»، فقد يندس بين هؤلاء وهؤلاء من يزيد النار اشتعالا، وهو ما حدث بالفعل، وبالتالى تختلط الأمور، ثم نعود ونكرر التساؤل.. من الذى ارتكب هذه الجرائم؟!

فمهمة الشرطة أن تحمى المتظاهرين وتمنع أى احتكاك بهم، وأيضا حماية المنشآت العامة من التعرض لأى تخريب فحرقها يقع تحت طائلة القانون.

إن العالم يراقبنا ويتابع ما يحدث ويحكم علينا من خلال تصرف الدولة أولا، وتصرف المتظاهرين ثانيا، ما إذا كنا دولة متحضرة تسير بخطوات جادة للامام أو نسير إلى الخلف.. وكل التعليقات وردود الأفعال تؤكد بالقطع أننا نسير إلى الخلف وأى خلف؟!! فمتى إذن تنضبط «للمشهد السياسى» موازينه وتعتدل كفتاة، ويتوقف الصدام والانقسام؟

متى ننجح فى تضميد الجراح ولم الشمل ووقف العنف والتناحر وضبط المعادلة السياسية، وإعادة الأمور لنصابها السليم لنخرج بالبلاد لبر الأمان، ولتكن البداية الصحيحة بالتوافق أولا على مطالب المعارضة، وأحسب أنها مشروعة، وترتيب الأولويات وفقا للأهمية والخطورة، وما يفرضه الوقت من واجبات لا تحتمل مزيدا من التأجيل أو الالتفاف عليها أو المعاندة حتى نتجنب مزيدا من الاستفزاز والخسارة..!!

فلم يعد سؤال اللحظة: هل مصر فى خطر.. أو ما درجة هذا الخطر، بل صار الأهم: كيف تخرج مصر من تلك الأزمة الطاحنة؟!!.. وكيف تصنع التوافق الوطنى الذى يعلى المصالح العليا للبلاد على ما سواها من أهداف ومصالح ضيقة فئوية أو فردية..؟!

ملامح المشهد الحالى ذهبت إلى ما بعد الارتباك والفوضى والغموض.. فثمة تراجع وانفلات متزايد فى اتجاهات متعددة سياسيا وأمنيا واقتصاديا وإعلاميا واجتماعيا، وهو ما يخلق خوفا عاما تتصاعد درجاته ليس على المستقبل فحسب.. بل على اليوم قبل الغد.

مصر فى خطر حقيقى.. فمن ينقذها؟!!..
الجريدة الرسمية