رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس دولة "بيلقح"


مشكلتنا مع الإخوان ليست فقط سياسية، وليست فقط فى سوء الإدارة، لكن فى التدنى المروع لمستوى الأداء، بل ودعنى أقول أنه أداء لا يليق بموظف صغير فى الدولة، فما بالك برئيسها، أحدثكم عن خطاب الأمس لمحمد مرسى الرئيس الذى ابتلانا به الله جل علاه، فقد تضمن تحريضا وتهديدا ووعيدا، ولو كنا فى دولة محترمة لتمت محاكمته على الفور، فقد حرض ميليشيات حلفائه وميليشيات التنظيم السرى للإخوان الذى ينتمى إليه ضد سياسيين وصحفيين وإعلاميين.


والتحريض هنا يؤدى مباشرة كما حدث أمام الاتحادية إلى تعذيب وسحل وقتل من قبل عصابة من المجرمين وبتحريض من الرئيس الذى حرض أهله وعشيرته أمام القصر وبعض مستشاريه وقادة فى التنظيم السرى الذى ينتمى اليه.

ها هو يفعلها أمس ويحرض أمام مدينة الإنتاج الإعلامى ويتم الاعتداء على صحفيين وإعلاميين وسياسيين، أى ستسيل دماء تحمّل مسئوليتها مرسى بالمعنى الجنائى وليس السياسى فقط.

التدنى الأكبر فى اللغة التى يستخدمها الرئيس، وهى لغة "التلقيح" ضد سياسيين وصحفيين وإعلاميين ورجال أعمال، وهى تعنى أمرين، الأول أن الرئيس يستخدم أجهزة الدولة أو مخابرات التنظيم السرى الذى ينتمى إليه، للحصول على معلومات بما يخالف القانون، لكن دعك من القانون فهذا الرئيس وتنظيمه السرى الذى يخرب البلد أول من يدوس "بغشومية" القانون والدستور وكل شىء.

الأمر الثانى أن هذه ليست المرة الأولى التى "يلقح" فيها الرئيس على خصومه، فلعل القارئ الكريم يتذكر "الحارة المزنوقة" وتحقيقات النيابة لمجزرة الاتحادية التى ادعى أن فيها اعترافات بتمويل وتحريض.. إلخ، وهاهو أمس يعيد الكرة بتوجيه اتهامات لأشخاص، وإذا كان فعلا يريد أن يكون رئيس دولة ويؤدى أداء رئيس دولة فعليه أن يكون شجاعا ويعلن للرأى العام هذه المعلومات التى تؤكد الاتهامات التى يكيلها لخصومه، وإذا لم يفعل وظل "يلقح"، فليس أمامى إلا أن أعتبره كاذبا ومحرضا ويجب السعى لمحاكمته.

الجريدة الرسمية