رئيس التحرير
عصام كامل

بأمر الدستور والقانون.. استخدام الأطفال في الإعلانات جريمة.. الإتجار بالبشر والاستغلال تهم تلاحق المنتجين.. انتفاضة حقوقية للتصدي للظاهرة.. ومنع 4 إعلانات أول رد من جهاز حماية المستهلك

صفوان ثابت رئيس مجلس
صفوان ثابت رئيس مجلس إدارة شركة «جهينة»

سباق إعلاني ضخم تشهده شاشات التليفزيون خلال شهر رمضان، تتصارع فيه الشركات على ابتكار أفكار للترويج لمنتجاتها خارج الصندوق بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين لشراء المنتج المعلن عنه، تعددت الوسائل والأدوات للبرامج، وكان للأطفال نصيب ليس بقليل في إعلانات هذا العام، سواء لمنتجات الألبان والعصائر، وكذلك إعلانات الأزياء، حملات التبرعات.


هجوم حقوقي وإعلامي
هاجمت عدد من المنظمات المعنية بحقوق الطفل، ظهور الأطفال كأبطال لعدد من الإعلانات التليفزيونية، وصنفوها ضمن الاتجار بالبشر وعمالة الأطفال وبخاصة بعد الضخة التي أثارها إعلان أحد شركات الألبان عن منتجها باستخدام ثلاث أطفال يتلفظون بألفاظ إيحائية تشير إلى التحرش الجنسي، فضلا عن استغلالهم في الإعلان عن التبرعات لبعض المؤسسات الطبية.

اقرأ.. صفوان ثابت يكشف لـ«فيتو» كواليس إعلان «الداندو»

جريمة يعاقب عليها القانون
قال أحمد المصيلحي، رئيس شبكة الدفاع عن أطفال مصر بنقابة المحامين، إن الإعلانات التي يظهر فيها الأطفال لجمع التبرعات جريمة نص عليها القانون رقم 126 لسنة 2008 وتصل العقوبة فيها إلى الحبس لمدة خمس سنوات ولا يعتد بموافقة الطفل أو أسرته.

وأضاف مصيلحي، أن الدستور جرم أي استغلال للأطفال مهما كان الغرض المعلن، كما حظر القانون نشر صور الطفل أو أي بيانات له حال عرض أمره على الجهات المختصة كوزارة الصحة والمستشفيات التابعة لها، وفي حال مخالفة هذا تعاقب الجهة التي نشرت الصور بغرامة تحددها النيابة العامة أو المحكمة، مشيرًا إلى أن انتشار ظاهرة استغلال الأطفال في الإعلانات في الفترة الأخيرة وخاصة في شهر رمضان يؤكد الاتجاه والنية التي تكتمل به جريمة الاستغلال.

متاجرة بالأطفال
وأشار المحامي الحقوقي محمود البدوي، خبير حقوق وتشريعات الطفل، ورئيس الجمعية المصرية لمساعـدة الأحداث وحقوق الإنسان، أن استغلال الأطفال في الإعلانات يندرج تحت قانون 64 لسنه 2010 لمكافحة الإتجار بالبشر، ويتم قياس ذلك من خلال المحتوى المقدم في الإعلان، ومدى تأثيره على أمنه وأمانه النفسي.

انتهاك لحقوق الطفل
فيما أكدت أمل فودة، عضو ائتلاف حقوق الطفل، أن ظهور الأطفال في الإعلان عن المنتجات التجارية أو حملات التبرع يعد انتهاك صريح لحقوق الأطفال تدخل تحت طائلة عمالة الأطفال، نظرًا للمبالغ التي تتقاضها أسرة الطفل.

صحته عرضة للخطر
وأوضحت أن الطفل المستغل في هذه الإعلانات يتعرض لنوع من الإهمال الصحي نظرًا لوجوده خارج المنزل أكثر من 12 ساعة بلا نوم منتظم، أو وجبه صحية، فضلًا عن أن تعرضه للإضاءة والكاميرات لفترات طويله تعرضة لمشكلات صحية ونفسية كبيرة.

استجابة رسمية
ومن ناحية أخرى أصدر مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك قرارا بتاريخ 11 يونيو 2016، بوقف بث الإعلانات التليفزيونية لشركات «جهينة، الأهرام للمشروبات، قطونيل، دايس» والتي تبث على شاشات الفضائيات، لانتهاك مضمونها للكرامة الشخصية، وعدم احترامها للذوق العام والعادات والتقاليد المجتمعية وخروجها على الآداب العامة واستخدام الأطفال بالمخالفة للمواصفة القياسية للإعلان رقم 4841 لسنة 2005 و5008 لسنة 2005، وذلك خلال أربع وعشرين ساعة من تاريخ الإخطار.

اقرأ أيضًا.. «حماية المستهلك»: وقف إعلانات 4 شركات لا تليق بعاداتنا وتقاليدنا

الجريدة الرسمية