رئيس التحرير
عصام كامل

حولناه من مناسبة للطاعات..إلى مناسبة للمسلسلات وما لذ وطاب!(2)


رغم أن رمضان فرصة لالتقاط الأنفاس ومراجعة النفس ووقف شطحاتها وتطهير الروح وتزكية الأفئدة، ونفض ما علاها من صدأ روحي طوال العام، لكننا للأسف حولناه من مناسبة عظمى للطاعات يزداد فيها رزق المؤمن، وتتنزل فيها رحمات الله، إلى مناسبة لالتهام ما لذ وطاب.. نصوم عن الطعام والشراب نهارًا، وما إن ينطلق أذان المغرب حتى نلتهم ما تطاله أيدينا، حتى بات استهلاكنا فيه وحده أعلى من سائر شهور العام كله؛ ما يعني ببساطة أننا أخطأنا الفهم والغاية التي من أجلها شرّع الصوم فأخطأنا النتائج.


هنا مرافقة كبرى بين جوهر الصيام؛ وهو الزهد في المباحات، والاعتدال والاقتصاد في الاستهلاك، ومضاعفة الجرعات الروحية من العبادات حتى تشف نفس المؤمن، وترق قلوب الأغنياء للفقراء، ويزداد شكرهم للنعمة، وتزداد في المقابل معدلات الادخار والوفرة الاقتصادية التي تتعاظم حاجتنا إليها في ظل ما نراه من أزمات زاد فيها عجز الموازنة، وارتفع التضخم وازدادت فاتورة الاستيراد التي تتجاوز في شهر رمضان وحده 60% مما نشتريه طوال العام.. أرأيتم ماذا فعلنا برمضان وبأنفسنا.. فهل هذا يرضي الله ؟!

وبدلًا من أن تكون قلوبًا رهيفة تتصدق، وتقتصد في الطعام والشراب والسهر صارت قلوبنا غليظة تسرف وتبذر، وبطوننا أوعية شر تلتهم ما يقابلها، وجعلها بيتًا للداء والعلة، وسببًا في الكسل والخمول.
الجريدة الرسمية