محافظ أسيوط وشركة مياه الشرب!
هالنى هذا الكم الهائل من شكاوى أبناء ديروط عبر مواقع التواصل الاجتماعى بشأن الانقطاع المتكرر وشبه الدائم لمياه الشرب، وعندما سافرت إلى بلدتى مسارة "أحد قرى ديروط" وجدت أن الأمر جد خطير، فمياه الشرب إن كانت صالحة للشرب فإنها لا تصل لمعظم المنازل أو الأدوار العلوية.
لقد كان الأمل يحدونا منذ عام 2009 وهو العام الذي تحولت فيه ولاية مرفق المياه من المحليات إلى شركة مياه الشرب أن يتم تجويد الخدمة أو على الأقل توفيرها إلا أن الوضع للأسف لم يتغير كثيرًا، ولم يشعر المواطن بتحسن ملموس في إدارة هذا المرفق الحيوى ،خاصة في ظل مياه شرب غير نقية بل وغير متوافرة.
فهل نعود في عام 2016 لاستخدام الطلمبات الحبشية؟! وهل يتدخل محافظ أسيوط لدى شركة مياه الشرب لأداء دورها المنوط بها دون تفريط، ورغم صدور قرار مجلس الوزراء رقم 922 لسنة 2007 بشأن تخصيص أراضى لإنشاء محطة المياه المرشحة بشلش بديروط، والتي تم تدشينها بالفعل على مساحة 10 أفدنة بطاقة 86 ألف متر مكعب لخدمة ديروط وقراها إلا أن المشروع لم يتم تشغيله حتى الآن، رغم الانتهاء من كافة أعماله ووعد محافظ أسيوط الحالى ياسر الدسوقى بتزويد حصة السولار لتشغيل معدات المشروع !!
وعندما سعيت لاستطلاع الأمر تبين أن قرية مسارة بها اربعة آبار ارتوازية وآخر يعمل بالديزل، ويحتاج لجهد كهربائى مناسب وتبين ضعف قدرة الآبار علي الوفاء بمتطلبات القرية الكبيرة، وكذلك الوضع بالنسبة لقرية صنبو التي تعرضت لانقطاع شبه دائم في المياه خلال نهاية الأسبوع الجارى، وكذلك قرية قلانش، ومنذ تولى شركة مياه الشرب إدارة المرفق عام 2009 فإن الأمر لم يتغير كثيرًا ولم يشعر المواطن باى تحسن في الخدمة في الوقت الذي ألهبت فيه فواتير المياه ظهور المواطنين.
نعم الإدارة المحلية في جوهرها تستهدف خدمة المواطن دون تفريط، وتوفير المقومات الأساسية لمساندته في الحياة بشكل لائق، والبلد بالفعل تحتاج الإخلاص في القول والعمل، فالمواطن اكتوى بنيران الأسعار وكوب المياه النظيف أبسط حقوقه لربما يسهم في خمد نيرانه!
وعلى نوابنا الذين يطالعوننا يوميًا بصور تأشيرات طلباتهم الممهورة بتوقيعات المسئولين أن يحدثوا حراكًا حقيقيًا في الخدمات التي لا يستطيع المواطن أن يعيش دونها، والعمل نحو تحديد أولويات التعامل مع المشكلات المتراكمة والتي يجب أن نبدأ فيها من الأهم إلى المهم.
وفى النهاية ننتظر تدخل السيد محافظ أسيوط والسيد رئيس شركة مياه الشرب بأسيوط، لسرعة البدء في تشغيل محطة مياه شلش والعمل نحو إزالة أي عراقيل تواجه تشغيلها خاصة أن هناك مواسير ممتدة منذ أكثر من 5 سنوات أخشى عدم صالحيتها أو تعرضها لكسر أو تلف.