رئيس التحرير
عصام كامل

«صورة» بطاقة الرقم القومي


ذهبت إلى استخراج بطاقة الرقم القومي من السجل المدني في مدينة العاشر من رمضان، بداخل مبنى جوازات العاشر، وعرفت منهم أن مدة استخراج البطاقة شهر، فوافقت وبعد أن قام الموظف بفتح البرنامج على جهاز الكمبيوتر نظرًا لوجود عطل استغرق ذلك نصف ساعة، قام بتصويري وطلبت من القائم بالتصوير أن اطلع على الصورة -أعلم أن صور البطاقة دومًا لا تليق وتصبح مثارًا للسخرية- فرفض رفضًا قاطعًا وقال إن ذلك ممنوع.


بعد مرور شهر وعند استلام البطاقة وجدت ما توقعته تمامًا، فالصورة التي على البطاقة وصلت إلى درجة من السوء التي تجعل أي مواطن يخجل أن يظهر مستند تحقيق شخصيته إلى أحد، واتصلت بالسجل المدني المصدر لها وأفادوني أن هناك عيبًا بالبرنامج وهذا العيب معروف للمسئولين ولا بد أن أقوم بالاتصال بالزقازيق لأنهم ليس بيدهم سلطة لتغيير ذلك، وأن المواطنين يتقبلون صورهم بهذه الصورة ولا أحد يتكلم، وبعد إقناعهم أنني لا أستطيع أن أقدم بطاقتي لأحد، إذ يطلبون منى أن أذهب اليهم بعد العيد لإعادة تصويري مرة أخرى.

من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان أن صورة بطاقة الرقم القومي في مصر لا بد أن تنظر لها الدولة لأنها أصبحت مصدرًا للسخرية والضحك، هذه الصورة التي نحملها على مستند تحقيق الشخصية لا يمكن أبدًا أن ننتظر أكثر من ذلك.

البرنامج الذي يقولون عنه إن به عيبًا، كم من مكان في مصر يمكن أن يكون لديه المشكلة نفسها وهو الذي يظهر المواطنين في صورة غير لائقة، ويسبب الإحراج لهم لمستند لصيق بهم طيلة حياتهم.

إلى المسئولين عن إدارة السجل المدني، أرجو أن تقوموا باتخاذ اللازم لحل مشكلة أصيلة يعرفها كل المواطنين في مصر، إن صورة الرقم القومي تظهر المواطنين إرهابيين مع سبق الإصرار والترصد! ويا حبذا لو اطلع على هذا المستند الأجانب رغبة في التعرف على مستند تحقيق الشخصية المصري، إذ نسمع ضحكات عالية من جراء النظر إلى الصور العقيمة التي تظهرنا بها عدسات إدارة السجل المدني.

وإن لم نستطع أن نقوم بتغيير البرنامج الذي يقولون عنه إنهم لا يستطيعون تغييره -وإنني لست مقتنعًا بذلك- نود أن يتم على الأقل أخذ رأي المواطن في قبول صورته بالزوايا العقيمة وبالعدسات البالية التي عفا عليها الزمان حتى يكون راضيًا عن هيئته التي يطلع عليها الآخرون.
الجريدة الرسمية