«أم هشام».. مأساة أسرة أحرقتها نيران سوق الجمعة
بعد يوم شاق قضته برفقة أسرتها، تعمل بالكشك الخاص بها في سوق التونسي بمنطقة السيدة عائشة، دلفت إلى عشتها بعد أن استنفذت كل قواها، لعلها تظفر بقسط من الراحة، مرت دقائق وغرقت في ثبات عميق وهي تحتضن صغارها، التاسعة صباحًا ولا زالت "أم هشام" نائمة إلى أن تسلل إلى أذنيها صوت عال يستغيث، ظنت أنه كابوس لكن سريعا ما استيقظت، أنه صوت جارتها تصرخ « الحقي يا أم هشام النار بسرعة»، قفزت من نومها في هلع، كاد قلبها يتوقف من مشهد تصاعد النيران، حاولت أن تخدمها بمساعدة الأهالي إلى أن مرت 10 دقائق وكانت النيران قد التهمت كل ما في السوق.
5 أفراد هم عدد الأسرة المنكوبة، الأب الذي يعاني من مرض السكر يعمل «استورجي»، والأم أربعينية حاصلة على دبلوم تجارة تمتلك «كشك» بسوق التونسي أو «الجمعة» كام يعرف، أما الأبناء فهم ثلاثة أفراد أكبرهم شاب 28 عامًا يعاني من الإعاقة الذهنية وولد وبنت صغيرين.
منذ أكثر من 5 أعوام دفع غلاء المعيشة الأسرة المكونة من 5 أفراد إلى الانتقال من دار السلام إلى سوق الجمعة للسكن في أحد عشش السوق.
الساعات الأولى من نهار اليوم الثالث من شهر رمضان الكريم، أصبحت علامة في تاريخ تلك العائلة، فقد تحولت معيشتهم إلى كابوس بعد أن اندلعت النيران في 17 كشكًا كان من ضمنهم كشك أم هشام.
تجلس الأم الأربعينية لتقول لـ«فيتو» منذ خمسة سنوات ونحن هنا نعمل من أجل الحصول على قوت اليوم، لا نستطيع الراحة عشرة دقائق، وفي ساعات قليلة انتهى حلمنا «والنار كلت كل حاجة»
تضيف السيدة التي ما زال آثار الحزن في عيونها لتقول، المشكلة ليست في حرق قوت يومنا فقط ولكن بعد هذا العمر أين نذهب، لا نملك أموالا لإيجار أي مكان، الأمراض تحاصرنا من كل جانب لم نعد نملك حتى ثمن حقنة «الأنسولين»
«أم هشام» لا تنتظر أي تعويض من الحكومة، تعرف جيدًا أنه أمر أشبه بالمستحيل، تقرر أنها ستجلس في مكان عشتها قائلة «كده كده رامية برمية هنعمل إيه يعني»