رئيس التحرير
عصام كامل

شكرا..جمال علام


نادرا ما اكتب مقالات شكر ومدح لأحد، وأري أن وظيفتي الأساسية هي النقد لكل ماهو غير طبيعي، ولكن هذه المرة أراني منحازا لكتابة مقال فيه شكر لرجل انسحب من الساحة الكروية في هدوء بعيدا عن ضجيج الإعلام..إنه جمال علام رئيس اتحاد الكرة المستقيل..الذي أتوا به ليكون محللا وإذا بهم يفاجئون برجل من طراز فريد له شخصيه قوية وصاحب مبدأ ، قاد الكرة المصرية في فترة عصيبة جدا كادت أن تتجمد لولا الجهود التي بذلها مع مجلسه.


لم أكن قريبا ولا بعيدا عن جمال علام، لأنه من البداية لم يكن صديقي، وأنا لا أبني صداقة مع شخص موجود على الكرسي، وإنما أسعد بصداقته بعد أن ترك الكرسي، لأن وقتها تكون الصداقه منزهة عن الغرض والمصلحة.

ولكن للأمانة فالرجل صعيدي شهم اتسم بنظافة اليد ولم يسع لمصلحة شخصية، ونجح في إدارة اتحاد كل فرد فيه يري أنه أحق بالجلوس على كرسي رئيس الاتحاد، وأن الصدفة وحدها هي التي جعلته يجلس في هذا المكان، ورغم ذلك نجح في قيادة سفينة كرة القدم المصرية لبر الأمان، وانتظمت المسابقات، والمنتخبات بدأت تعود لمسارها الطبيعي.

وعندما فكر في أن يتقدم باستقالته أخلاقه منعته من التجريح أي شخص رغم أنه تعرض لطعنات كثيرة سواء من زملائه داخل المجلس أو من خارجه، ولكنه فضل أن يوجه لهم الشكر سواء داخل الاتحاد أو خارجه، وهذه هي أخلاق الفرسان، ولم يسع للبحث عن منصب أو مكان في المجلس القادم، لأنه معتز بنفسه لأقصى درجة ويري أنه طالما جلس على كرسي الرئيس فلايصح أن يعود لأي مقعد آخر أقل من ذلك.

عموما هذه شهادتي عن رجل جلس على كرسي رئيس اتحاد الكرة أربع سنوات، وجدت من واجبي أن أقول رأيي فيه بعيدا عن أي مصلحة، وقد كان من الممكن أن أكتب هذا الكلام وقت أن كان صاحب القرار، ولكن الحقيقة أنك لايمكن أن تطلق على جمال علام سوي كلمة واحدة (الرجل المحترم)لأنه احترم المكان الذي ينتمي إليه، وهو صعيد مصر الغالي، وتعامل برجولة وشرف. 
وفي النهاية تبقي كلمة:

اعتقد أن المهندس خالد عبدالعزيز مطالب بتكريم السيد جمال علام، بعد أن قاد الكرة المصرية في فترة من أحلك الفترات، وحتى عندما رأي انها على وشك التجميد آثر مصلحة البلاد على مصلحته الشخصية، وأنا أرسل له تحية إعزاز وتقدير ومرحبا به صديقا عزيزا.
الجريدة الرسمية