رئيس التحرير
عصام كامل

أين الحقيقة في فضيحة ويكيليكس؟!


ما ورد في موقع "ويكيليكس" منذ أيام، حول تلقي 25 شخصية سياسية وإعلامية وحقوقية مصرية، تمويلًا أجنبيًا، فقد توقعنا أن تخرج هذه الشخصيات، وبعضهم ملء السمع والبصر، بتوضيح أو تفسير أو نفي لهذه الرواية.. ولماذا لبوا طلب السفارة الأجنبية من الأساس حتى لو لم يحصل بعضهم على تمويل.. لكنهم لم يفعلوا وكأن الأمر لا يعنيهم.. توقعنا أن يقولوا لنا لماذا تلقوا مثل هذا التمويل.. وفيم أنفقوه.. وما مصلحة الممولين من وراء هذا الدفع السخي.. وهل جرى استخدامهم لتنفيذ أجندات خارجية، هدفها إشاعة التوتر والانقسام وهدم الاستقرار.. لكنهم قابلوا الأمر باستخفاف ولا مبالاة، ولاذوا بالصمت في موضع شبهة لا يجوز الصمت فيه. 


وفي المقابل انتظرنا أن تتحرك الحكومة هي الأخرى لتقدم بلاغات للنائب العالم لتجلية الحقائق والتحقيق في هذه الاتهامات، لكنها لم تفعل مثلما تقاعست بعد حملة التسريبات الأولى التي طالت أسماء معروفة، وكأنها اكتفت بتجريس هؤلاء، وكان حريًا لو طبقت القانون، ووضعت حدًا للبلبلة، وعدم ترك الأمور معلقة؛ فلا هم مدانين فيلفظهم المجتمع ويعري خبث مقاصدهم، ولا هم أبرياء لا ذنب لهم.. فهم إما عملوا ضد مصر لحساب الخارج، وإما أنهم لم يفعلوا.. تاهت الحقائق في زحام الصمت.. لكن الذي لا خلاف عليه أن أمريكا قامت بحملة ضارية ضد مصر بسبب موقفها من التمويل الأجنبي لمنظمات مجتمع مدني، فأين الحقيقة يرحمكم الله؟

الجريدة الرسمية