الصناعات الصغيرة.. تدريب وتمويل
نهضة الاقتصاديات تبدأ من الاهتمام بالصناعات الصغيرة، التي اهتمت بها دول كثيرة، فكانت سببًا في تحقيق نهضة اقتصادية لها والتي تتميز الصناعة فيها بصغرها، ومتناهية الصغر فيها، حيث تعتمد على الحرفة التي هي أساس التعليم الفني الذي وصل عندنا إلى مجرد شهادة فقط، ولا نجد في الغالب نتيجة من الخريجين بالقدر المتوقع فيهم، وعلى هذا الأساس فإن الاهتمام بالصناعات الصغيرة سيكون أيضًا حافزًا كبيرًا للشباب كي يتجه إلى التعليم الفني من جهة.
ومن جهة أخرى فإن الشركات أيضًا سيكون لها مصلحة كبرى إذ ستتدخل في التدريب وتحديد مواصفات الخريجين الذين يودون تعيينهم وقد تشارك في تحديد المناهج العلمية، التي توائم أعمالهم مما يتحدد على أساسه السوق التي تريد توظيف شبابنا وتحديد القدرات المطلوب تدريبهم عليها.
إننا أمام تحد كبير في التدريب، قبل أن نبحث عن التمويل والذي يهتم به كل مسئول ويتحدث عن ضرورة تمويل البنوك للشباب في مجال الصناعات الصغيرة.
التمويل موجود وإن لم يتوفر لكل الحالات وما أريد توجيه النظر إليه هو أن نهتم بالتدريب أولاً قبل أن نتحدث عن التمويل.
وبعد التدريب على الحرف لا بد أن نوجد المنسق فالحرفي لا يمكن الجزم بأنه سوف يكون مديرًا، فالعامل الفني الذي يعمل بيديه صعب أن يمارس مهام الإدارة التي هي عنصر أساسي لإقامة المشروعات والتي تتمثل في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، وعليه لا بد من تدريب الشركاء على كيفية إقامة المشروعات وتنميتها.
هذه هي الأسباب التي أدت إلى عدم تكلل جهود الدولة بالنجاح في هذا الشأن، وإن تم تدارك الأخطاء والعمل من اليوم في هذا الاتجاه، ستكون النتيجة مساهمة كبيرة في الناتج المحلي ونهضة كبيرة لاقتصادنا وبسواعد أبنائنا.
كل عام ونحن جميعًا بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك، أدعو الله أن يعيد الأيام المباركة علينا جميعًا أعوامًا عديدة وأعمارًا مديدة والبلاد في حفظ الله تعالى.