رئيس التحرير
عصام كامل

وفاة غرفة صناعة الإعلام !


ليس بعيدًا عن مساوئ إعلامنا وسوءاته ما جرى من مهزلة في برنامج "العاشرة مساءً" لمقدمه وائل الإبراشي.. حيث تشابك الضيفان (شوبير والطيب) بالأيدي، وتلاسنا بألفاظ خادشة للحياء على مرأى ومسمع ليس ملايين المصريين في البيوت فحسب ولكن أمام العالم أجمع.. فهل يكفي اعتذار قناة "دريم" عما حدث على شاشتها.. وأين الرسالة الإعلامية أو القيم الإنسانة فيما رأيناه من إهدار للأعراف والتقاليد ومواثيق الشرف الإعلامي؟!! ولا أبالغ إذا قلت إنه سفك لدماء الحرية، وإهانة للإعلام وبرامج "التوك شو" لم نره إلا في "الجزيرة القطرية".. وما أدراك ما الجزيرة.. رائدة الهدم والتخريب والفتنة !!


لقد أخطأ الثلاثة ( مقدم البرنامج الإبراشي، والمذيع الرياضي أحمد شوبير، والمعلق الرياضي أحمد الطيب).. أخطأوا في حق مشاهديهم وفي حق أنفسهم، وفي حق المجتمع الذي كان أحوج إلى ترفعهم عن السقوط في مثل هذا المسلك المعيب.. ولا تفسير عندي لما نراه من انحطاط إعلامي تسارعت وتيرته بعد ثورة يناير إلا تغييب هيبة القانون، وحضور الضجيج والصياح وصراع المصالح؛ ومن ثم فلا مرد له، ولا إصلاح إلا بالتمسك بتطبيق القانون على الجميع كما قال الرئيس السيسي في معرض تعليقه على حادثة المنيا.

انتظرنا من غرفة صناعة الإعلام ومن قبلها قناة دريم أن تنتفضا دفاعًا عن حرية الإعلام التي أهينت ممن ينسبون أنفسهم إليها، وألا يقتصر الأمر -كما حدث- على بيان شجب ضعيف، أو وقف مؤقت للبرنامج أو لأشخاص المسيئين لمدة أسبوع حتى تهدأ ثائرة الرأي العام، ثم تعود ريما لعادتها القديمة، ودون عقاب أو ردع أو حتى زجر كما كان يجب أن يكون !!

وللأسف لا الإبراشي وقناته ولا شوبير وقناته احترما قرار غرفة صناعة الإعلام وظهرا على شاشتهما متحديين الجميع معلنين عن وفاة الغرفة المزعومة التي لم يعد لها وجود من الآن.
الجريدة الرسمية