صمتًا.. فالأزهر الشريف يتحدث (2)
جولة الإمام الأكبر
شيخ الأزهر بالخارج، مبادرا وحاملا على عاتقه التوجه لكل منابر الغرب، للدفاع عن
صورة الإسلام الحق، ناشرا ومبينا لفكر وثقافة الدين في التسامح والعدل والحرية
والمساواة وكل جوانب الحياة.
إن هؤلاء الضالين
أتباع الكيانات الصهيوأمريكية في العالم قد فُتحت لهم أبواب الإعلام على مصراعيه
لنشر الفتن والشبهات، واتخذوا منابرا إعلامية لخلق حالة من الصراع الطائفي بين
أبناء الوطن الواحد، يتطاولون على علماء التراث الديني، باحثين عن أي شبهة تربك
البسطاء من العامة غير المتخصصين، ويتهمون الدين بأنه مصدر الفكر المتطرف وتقييد
الحريات، وهم في الأصل أول من يقيدون الحريات، وأول من يصدّرون ويدعمون الإرهاب
ويأتون بكل الموبقات ومن ثم إلصاقها زورا وبهتانا بشرائع الدين السمحة.
لقد جال شيخ الأزهر
العالم شرقا وغربًا، مبادرًا بدعوة الحب والتسامح مدافعا عن رسالة الإسلام- دين
السلام والرحمة- مخاطبا كل مدّع وصاحب فكر مشوّه بالعقل والبينة متبعًا طريق
الحكمة والموعظة الحسنة، مفندًا كل ما ينسب للإسلام وحامل لوائه الأزهر الشريف
زورا وبهتانا، وفي هذا صد لعدوان المدّعين بأن مناهج الأزهر الشريف هي مصدر الفكر
الإرهابي والتطرف الديني -على حد تعبير هؤلاء الضالين والمضللين- أملا في النيل من
الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء وتراثه الفكري والثقافي.
إن ما نشهده اليوم
من عمليات التطوير والتدريب التي يقودها فضيلة وكيل الأزهر الأستاذ الدكتور عباس
شومان– في المناهج التعليمية والمعاهد والكليات الأزهرية، وتطوير لغة الخطاب الديني
بالمساجد والمؤسسات الدينية، وتدريب الدعاة بما يتناسب مع مستجدات العصر الحديث
وضبط الامتحانات وتطوير سبل التقويم، كل هذا لهو خير دليل على أن الأزهر الشريف
سبـاق في ميادين العمل والتطوير والإنجاز.
إن الأزهر الشريف
بتاريخه الساطع والمشرّف سيظل بإذن الله هو منارة الإسلام بسماحته ووسطيته إلى يوم
الدين، وسيظل داعما لمبادئ حرية الفكر والإبداع والتأمل بمعناهم الحقيقي الذي
يعتمد سمو الروح والأخلاق وحفظ القيم المجتمعية الأصيلة وضمانًا لتماسك الأمة
ووحدتها ضد كيد الماكرين وتآمر المتأمرين، فاللهم احفظ مصر وأهلها بحفظك وقوتك.