أزمة بين مصر وأفريقيا بسبب «اجتماع البيئة بالأمم المتحدة».. كينيا: مسئول مصري وصف أبناء القارة بالكلاب والعبيد.. خالد فهمي: لم نتفوه بألفاظ خارجة.. الخارجية: نرفض محاولات التشكيك في انتمائنا
ظهرت أزمة جديد بين مصر والدول الأفريقية؛ بسبب التفرقة العنصرية على حد وصف دولة كينيا، عقب اتهام أحد مستشاري وزير البيئة للأفارقة بالعبيد.
وبدأت الأزمة أثناء عقد الجلسة الثانية لاجتماع جمعية البيئة بالأمم المتحدة بحضور 54 دولة؛ وتغيب وزير البيئة خالد فهمي عن حضور الجلسات، بينما حضر مستشاري الوزير.
وتقدمت الدبلوماسية الكينية إيفون خاماتي بمذكرة إلى رئيس البعثات الدبلوماسية الأفريقية بشأن ما وصفته بسوء سلوك من رئيس الوفد المصري خلال الجلسة الثانية لاجتماع جمعية البيئة بالأمم المتحدة.
وقالت خاماتي: إنه أثناء النقاش مع الوفد المصري، قام رئيس الوفد والرئيس الحالي لمؤتمر وزراء البيئة بوصف دول صحراء أفريقيا – وهو مصطلح يطلق على باقي دول أفريقيا غير الواقعة في الشمال باستثناء السودان - بالكلاب والعبيد.
وأكدت خاماتي أن الاتحاد الأفريقي قام على المساواة وعدم التفرقة بأي صورة وأن ما قام به رئيس الوفد المصري لا يوجد له مكان بالاتحاد الأفريقي وقد يؤثر على فرص أفريقيا في استضافة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، كما أنه يعكس نقص إخلاص مصر للقارة السمراء.
وأضافت أن أفريقيا فقدت الثقة في قيادتها ولا تشعر أن لديها الدافع الأخلاقي لتمثيل أفريقيا في أي مفاوضات.
اعتذار مصر
وطالبت خاماتي باعتذار رسمي من أعلى مستوى في مصر عن ما بدر من ممثلها، وعدم حصول مصر على أي دور قيادي أو تمثيل أفريقيا في أي مفاوضات، بالإضافة إلى الاستقالة من رئاسة مؤتمر وزراء البيئة، ورفع الأمر إلى لجنة الممثلين الدائمين وعرضه على مؤتمر رؤساء الاتحاد الأفريقي في يوليو المقبل، واختتمت مذكرتها قائلة إنها تشعر أن التصرفات العنصرية غير المتحضرة لا يوجد لها مكان في رؤية أفريقيا 2063 التي أعدها قادة الاتحاد الأفريقي.
غياب وزير البيئة
ومن جهته أكد الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، ورئيس وزراء البيئة الأفارقة، أن وزارة الخارجية تجهز ردًا رسميًا على الخطاب الذي أرسلته دولة كينيا لمصر، وطالبت فيه القاهرة بالاعتذار الرسمي عن إهانة الأفارقة، ودول "صحراء أفريقيا".
وأضاف وزير البيئة، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن كينيا قالت إن الوزير المصري هو من تلفظ بهذه الألفاظ، وقالت مرة أخرى إن مستشاريه هم من تلفظوا بها، مؤكدًا أنه لم يحضر الاجتماعات من الأساس، وإن من حضر هو سفير مصر بدولة كينيا، بالإضافة إلى اثنين من مستشاري الوزارة وهما الدكتور حسين أباظة والدكتور مصطفى فودة، مشددًا على أنهما لم يتفوها بأي ألفاظ خارجة.
وقال خالد فهمي: إن أقوال كينيا متضاربة، متابعًا: "لا يمكن لأي عضو مصري أن يتلفظ بأي من تلك الألفاظ".
الخارجية ترفض التشكيك بعلاقات بأفريقيا
وأصدرت وزارة الخارجية، بيانًا يعرب عن رفض مصر الكامل لمحاولات التشكيك في انتماء مصر الأفريقي، ودفاعها الدائم عن قضايا القارة، رغم ما قدمته وما تزال تقدمه مصر من تضحيات لخدمة مصالح القارة الأفريقية التي تعتز بالانتماء إليها.
وأضافت وزارة الخارجية في بيانها، أن سامح شكري، وزير الخارجية، فور علمه بتوجيه تلك المذكرة، كلف بإجراء تحقيق فوري لمعرفة حقيقة ما حدث، مؤكدًا في الوقت ذاته أن ما يتوفر لدى وزارة الخارجية من معلومات حتى الآن ينفى تمامًا صدور تلك العبارات من ممثل مصر خلال اجتماع المجموعة الأفريقية المشار إليه.
وأوضح الوزير أنه في كافة الأحوال، ليس من المقبول أبدا الوقوع في خطأ التعميم وتوجيه اتهامات واهية إلى الدولة المصرية وشعب مصر والتشكيك في انتمائهما الأفريقي، وفى قدرة مصر على الاضطلاع بمسئولياتها في التعبير عن المصالح الأفريقية.
مذكرة رفض في نيروبي
وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية كلفت السفارة المصرية في نيروبي بتوزيع مذكرة شديدة اللهجة لأعضاء مجلس السفراء الأفارقة في نيروبي للتعبير عن رفض مصر واستهجانها لتجاوز منسقة مجموعة الخبراء الأفارقة في نيروبي لصلاحياتها، ورفض التجاوزات في مذكرتها تجاه مصر.
وطالبت مصر بموافاتها بأي أدلة من واقع المضابط الرسمية لجلسة الاجتماعات المشار إليها اتصالًا بالادعاءات المنسوبة لممثل مصر، مع التأكيد في الوقت ذاته على إجراء تحقيق من جانب وزارة الخارجية في الواقعة واتخاذ الإجراء اللازم إزاءها.
وأكد السفير طلعت محمود سفير مصر في كينيا أن الوثيقة الصادرة التي تطالب مصر بالاعتذار غير متزنة، وأشار إلى أن العلاقات المصرية مع كينيا والقارة الأفريقية كافة قديمة الأزل وممتدة.