رئيس التحرير
عصام كامل

تغيير الخطاب الثقافي


في مؤتمر أقيم في دار الأوبرا المصرية، وتحت رعاية المجلس الأعلى للثقافة، وفي حضور وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم، كانت تدور جلسات حول موضوع تغيير الخطاب الثقافي، فالموضع تعدى التجديد في الخطاب الديني ولكن جلسات اليوم الأول من المؤتمر كانت كلها تدور حول الإرهاب الذي أصاب المجتمع العربي من جراء الثقافة الدينية التي تدعم الإرهاب، وقام قس مصري معروف بمداخلة قال فيها: "تأويل الآيات والأحاديث الدينية يجب أن يكون على عاتق العلماء المثقفين، لأن الكثير من المشايخ -على حد قوله- يدعون إلى الإرهاب مدعمين حجتهم بـتأويل آيات من القرآن وأحاديث بفهم محدود".


ولكن ما أعجبني هو الكاتبة المغربية وفاء سندي، حينما قالت إن الوطن العربي وخصوصًا مصر، يعاني من جهل المتعلمين، والذي هو أخطر وأشد وطأة من جهل من لا يعرفون القراءة والكتابة، حيث إنهم يشكلون وعي مجتمع بأكمله، وفي حديث جانبي معها سألتها لماذا لم يحدث في وطنك المغرب، الربيع العربي وكذلك الجزائر؟

فقالت بتلقائية إنه لم ولن يحدث الربيع العربي في المغرب، وذلك لأن هناك ملكًا يحكمه، فتوقف عند هذه الجملة والتي سمعتها من صديقة مغربية من زمن بعيد، ولم يشدني كلامها حينئذ، حيث إنها كانت أمية وعلى مستوى ثقافي محدود للغاية، ولكن الكاتبة قرأت علامات الاستفهام على وجهي فأكدت أن كل المغاربة فخورون بأن لديهم ملكًا وأنهم يعيشون في مملكة لا أحد فيها يجرأ أن يتحدث بازدراء عن أفكار دنيه مخالفة لديانة أخرى، وقالت نحن مجتمع علماني، فالدين فيه يمارس في الكنائس والمساجد.. وقد أكد القس المعروف الذي تحدثت عنه في البداية بمداخلته أثناء انعقاد المؤتمر، قال فيها إن أوروبا تقدمت حينما فصلت الدين عن الدولة.

فقلت لها إن بعض الدول الخليجية هناك من يناهض الحكم الملكي فيها ويريد أن يجعلها جمهورية، فكان ردها نحن شعب يختلف كثيرًا عن دول الخليج، نحن انفتحنا على العالم فنحن نعيش في وطن يضم كثيرًا من الثقافات والأديان ولكن الكل يذوب في وطن يتسع للجميع.

وسألتها سؤالاً معاتبًا قولها عندما اعتلت المنصة، بأنها قالت حينما تجولت في شوارع مصر في جولة سياحية لمعالم القاهرة وجدت الناس يتكلمون عن التاريخ وعن الماضي وعن عظمة الأجداد، وهذه نغمة قديمة قد انتهت من العالم على حد قولها، ولكنى قلت لها اسمحي لي أن أعارضك، سأتفق معك أولاً على أننا -كمصريين- قد انحدر الذوق العام لدينا في كل شيء، حتى اللغة التي نتحدث بها، قد أصابها العفن، ولكن نحن نتحدث عن تاريخ الأجداد ونفتخر به ولكننا لم نحافظ عليه كبلدان أوروبية كثيرة، ليس لها عظمة وحضارة تاريخنا القديم مثل إيطاليا وأوروبا، وقلت لها من ليس لديه تاريخ يحترمه لا مستقبل له، ولكن كان الوقت ضيقًا لاستكمال حديثنا الرائع واستمتاعي بها، كشخصية مثقفة تكتب بعدة جرائد مصرية معروفة، وللحديث بقية معها ومع غيرها، فمازالت فاعليات المؤتمر مستمرة.

ولكن العجيب والغريب أننا اقتربنا من شهر رمضان المعظم، أعاده الله عليكم باليمن والبركات، والشيخ الشهير الذي كان يدعو إلى فتنة طائفية بين الشيعة والسنة إبان حكم الإخوان الأسود، وفتاويه السوداوية وصوته الجهوري في خطاباته الدينية، والذي جمع ملايين من التبرعات المصرية لدعم الاقتصاد المصري، ورفض المعونة الأمريكية، ولا نعرف أين ذهب، هو نفسه من أخذ على عاتقه تغيير الخطاب الديني في برنامج له في رمضان بعد أيام قليلة.

فنحن نحتاج إلى تغيير ثقافة الشعب قبل البحث عن تغيير الخطاب الديني، نريد من يرسي لنا في عقول النشء أن الإسلام دين سماوي ودين معاملات وأخلاق، وهي النسبة التي تشكل 95% من آيات القرآن لمن يقرأ ويتدبر، و5% أحكام، فالدين ليس له علاقة بالسياسة لأن الدين طهر وصدق والسياسة غير ذلك.

وللحديث بقية وتحيا مصر ووفق الجميع لما فيه صالح للمجتمع العربي أجمع.

في مؤتمر أقيم في دار الأوبرا المصرية، وتحت رعاية المجلس الأعلى للثقافة، وفي حضور وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم، كانت تدور جلسات حول موضوع تغيير الخطاب الثقافي، فالموضع تعدى التجديد في الخطاب الديني ولكن جلسات اليوم الأول من المؤتمر كانت كلها تدور حول الإرهاب الذي أصاب المجتمع العربي من جراء الثقافة الدينية التي تدعم الإرهاب، وقام قس مصري معروف بمداخلة قال فيها: "تأويل الآيات والأحاديث الدينية يجب أن يكون على عاتق العلماء المثقفين، لأن الكثير من المشايخ -على حد قوله- يدعون إلى الإرهاب مدعمين حجتهم بـتأويل آيات من القرآن وأحاديث بفهم محدود".

ولكن ما أعجبني هو الكاتبة المغربية وفاء سندي، حينما قالت إن الوطن العربي وخصوصًا مصر، يعاني من جهل المتعلمين، والذي هو أخطر وأشد وطأة من جهل من لا يعرفون القراءة والكتابة، حيث إنهم يشكلون وعي مجتمع بأكمله، وفي حديث جانبي معها سألتها لماذا لم يحدث في وطنك المغرب، الربيع العربي وكذلك الجزائر؟

فقالت بتلقائية إنه لم ولن يحدث الربيع العربي في المغرب، وذلك لأن هناك ملكًا يحكمه، فتوقف عند هذه الجملة والتي سمعتها من صديقة مغربية من زمن بعيد، ولم يشدني كلامها حينئذ، حيث إنها كانت أمية وعلى مستوى ثقافي محدود للغاية، ولكن الكاتبة قرأت علامات الاستفهام على وجهي فأكدت أن كل المغاربة فخورون بأن لديهم ملكًا وأنهم يعيشون في مملكة لا أحد فيها يجرأ أن يتحدث بازدراء عن أفكار دنيه مخالفة لديانة أخرى، وقالت نحن مجتمع علماني، فالدين فيه يمارس في الكنائس والمساجد.. وقد أكد القس المعروف الذي تحدثت عنه في البداية بمداخلته أثناء انعقاد المؤتمر، قال فيها إن أوروبا تقدمت حينما فصلت الدين عن الدولة.

فقلت لها إن بعض الدول الخليجية هناك من يناهض الحكم الملكي فيها ويريد أن يجعلها جمهورية، فكان ردها نحن شعب يختلف كثيرًا عن دول الخليج، نحن انفتحنا على العالم فنحن نعيش في وطن يضم كثيرًا من الثقافات والأديان ولكن الكل يذوب في وطن يتسع للجميع.

وسألتها سؤالاً معاتبًا قولها عندما اعتلت المنصة، بأنها قالت حينما تجولت في شوارع مصر في جولة سياحية لمعالم القاهرة وجدت الناس يتكلمون عن التاريخ وعن الماضي وعن عظمة الأجداد، وهذه نغمة قديمة قد انتهت من العالم على حد قولها، ولكنى قلت لها اسمحي لي أن أعارضك، سأتفق معك أولاً على أننا -كمصريين- قد انحدر الذوق العام لدينا في كل شيء، حتى اللغة التي نتحدث بها، قد أصابها العفن، ولكن نحن نتحدث عن تاريخ الأجداد ونفتخر به ولكننا لم نحافظ عليه كبلدان أوروبية كثيرة، ليس لها عظمة وحضارة تاريخنا القديم مثل إيطاليا وأوروبا، وقلت لها من ليس لديه تاريخ يحترمه لا مستقبل له، ولكن كان الوقت ضيقًا لاستكمال حديثنا الرائع واستمتاعي بها، كشخصية مثقفة تكتب بعدة جرائد مصرية معروفة، وللحديث بقية معها ومع غيرها، فمازالت فاعليات المؤتمر مستمرة.

ولكن العجيب والغريب أننا اقتربنا من شهر رمضان المعظم، أعاده الله عليكم باليمن والبركات، والشيخ الشهير الذي كان يدعو إلى فتنة طائفية بين الشيعة والسنة إبان حكم الإخوان الأسود، وفتاويه السوداوية وصوته الجهوري في خطاباته الدينية، والذي جمع ملايين من التبرعات المصرية لدعم الاقتصاد المصري، ورفض المعونة الأمريكية، ولا نعرف أين ذهب، هو نفسه من أخذ على عاتقه تغيير الخطاب الديني في برنامج له في رمضان بعد أيام قليلة.

فنحن نحتاج إلى تغيير ثقافة الشعب قبل البحث عن تغيير الخطاب الديني، نريد من يرسي لنا في عقول النشء أن الإسلام دين سماوي ودين معاملات وأخلاق، وهي النسبة التي تشكل 95% من آيات القرآن لمن يقرأ ويتدبر، و5% أحكام، فالدين ليس له علاقة بالسياسة لأن الدين طهر وصدق والسياسة غير ذلك.

وللحديث بقية وتحيا مصر ووفق الجميع لما فيه صالح للمجتمع العربي أجمع.
الجريدة الرسمية