رئيس التحرير
عصام كامل

«الكفالة وإهدار كرامة المصري في الخليج».. 141 يعانون من أوضاع سيئة في قطر.. النصب على 100 شاب مقابل دخولهم الكويت.. حالات تعذيب وحبس نتيجة المطالبة بالمستحقات.. وواقعة الكفيل الكويتي الأكثر

فيتو

حلم روادهم نحو السفر لبلاد البترول، ساقهم الطموح إلى غياهب الغربة وفراق الأهل والديار، على أمل أن ينتظرهم مستقبل أكثر استقرارًا لهم ولعوائلهم، فما لهم إلا أن اقتنصوا الفرصة لتحسين أحوالهم المادية حتى وإن كان الأمر يتطلب أحيانا التضحية بعض الوقت بجزء من كرامتهم وإنسانيتهم ينتزعها منهم نظام الكفالة.


انتهاكات وممارسات شاذة بأشكالها المختلفة، تعرض لها عشرات المغتربين المصريين في الخارج، وتحديدًا في دول الخليج التي جسدت أبشع صور للتعذيب البدنى والمعنوي، بعضها ظل مستورا، وقليل منها تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أملا في مسئولين في هذه البلد ينتفضوا لكرامة أبنائه المهدرة.

تعرية مصري
كانت من هذه الانتهاكات التي ترتكب بحق المصريين، فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعامل مصري يدعى شرف أبو اليمين سويلم، عاري تمامًا وينهال عليه كفيله ضربًا بعدما جرده من ملابسه، لمجرد خطأ بسيط ارتكبه في بيع أحد الهواتف النقالة في المتجر الذي يمتلكه الكفيل.

حوادث النصب
وللانتهاكات بحق المصريين في الخارج تاريخ طويل أبرزها، في عام 2005، وتم النصب على قرابة مائة شاب مصري سافروا إلى الكويت، وتم استخراج بطاقات زيارة لهم باسم كفيل مقابل مبالغ مادية تسمح بدخولهم للبلد وبعد دخولهم الكويت تم إلغاؤها مباشرة، واكتشف الأمر عندما توجه أحد الشباب إلى مطار الكويت لمغادرة الكويت إلا أنه فوجئ أنه معرض للمسائلة القانونية والإبعاد القانوني الذي يمنعه من دخول الكويت مرة أخرى.

تعذيب وسجن
وفي عام 2007 نشرت جريدة «الرأي» الكويتية، قصة تكاد تكون مشابهة لما نقرؤه من قصص تعذيب أسرى الحروب، عن عامل مصري بدولة الكويت، أرسل للجريدة يشكو من رفض كفيله دفع مستحقاته المالية، أملًا في الضغط عليه ليسلمه هذه المستحقات، ولكن كان رد فعل الكفيل غير متوقع، إذ قام باختطاف العامل المصري وحبسه في خزان مياه فارغ لمدة 48 ساعة دون طعام أو شراب، ثم مارس عليه أقصى أشكال التعذيب والسادية وفق ما أفادت الجريدة وقتها.

كما تقدم مصري مقيم بالكويت أيضا بشكوى ضد كفيله، الذي تعاقد معع على مبلغ 3500 دينار شهريًا، إلا أن الكفيل أعطاه 150 دينارًا فقط، وعندما تقدم بشكوى تم سجنه بما يسمى «مبنى الإبعاد»، وهو ما يسجن فيه الوافدون حتى ترحيلهم دون مستحقاتهم المالية.

141 في قطر
ولعل حادث تامر مبروك، مدون مصري، جسد نموذجًا جديدًا للمصري المقهور الذي هرب من ظروف اقتصادية ليواجه مصير الحبس إثر وقوع خلاف بينه وبين كفيله، ليتم احتجازه بعد تقديم شكاوى من الطرفين بقسم البحث والمتابعة بالمحكمة العمالية القطرية.

وكشفت شكوى نشرتها المنظمة العربية لمعلومات حقوق الإنسان المصرية، احتجاز مبروك في السجون القطرية منذ يوم 21 فبراير 2016، لمطالبته بحقوقه المالية من كفيله القطري عبد الله يوسف الأنصاري، وكذلك احتجاز قطر ما يزيد عن 140 مواطنًا مصريًا في ظروف سيئة، يقع عليهم ظلم بيِّن من نظام الكفيل، وأغلبهم ينتظر الترحيل والإبعاد من قطر، بالإضافة إلى حرمانهم من الحصول على مستحقاتهم.
الجريدة الرسمية