رئيس التحرير
عصام كامل

مارثون المتمردين


هبطت عشرات الطائرات المحملة بالسلاح والمعدات العسكرية فى الشهور الأخيرة تحت جنح الظلام فى مطار البلدة الساحلية الأردنية العقبة، وتم إنزال الحمولة باستعجال، وفى دقائق كانت الصناديق قد رُفعت على شاحنات محكمة الإغلاق اتجهت شمالا إلى القاعدتين العسكريتين الموجودتين منذ مدة طويلة تحت حراسة ثقيلة، حيث يقول شاهد عيان يسكن فى العقبة: "رأيت فى ليلة واحدة بأم عينى قطارا جويا من 17 طائرة بلا علامات تعريف، وكانت تلك طائرات قديمة ولا يعلم أحد من هم راكبيها من الطيارون، وتم تحميل المعدات على شاحنات محكمة الإغلاق عمدا بحيث لا يمكن أن يتم التعرف حتى على رقم حاويات المعدات المحملة".

إن القاعدة الأولى وهى قاعدة لقوات المشاة الأردنية باسم الملك عبد الله الثانى، تستعمل موقع تدريب لـ"القوات الخاصة" وهى الوحدة المختارة فى الجيش الأردنى التى توازى دورية هيئة القيادة العامة عندنا، ويتدربون هناك على سلاح خفيف ويدربون الجالين من سوريا لمواجهات عسكرية مع الجيش السورى ومع شبيحة بشار الأسد على الخصوص.
وتقع الثانية وهى قاعدة سلاح الجو فى شمال شرق المملكة الأردنية فى مثلث الحدود بين الأردن وسوريا والعراق فيمكن بذلك الدخول بسهولة إلى الدولتين الأخيرتين من الجو والبر أيضا، وتجرى التدريبات هناك على سلاح دقيق وصواريخ كتف استعدادا لآخر أيام حكم الأسد فى دمشق، كما يوجد هناك سلسلة من الحواجز الأمنية لإبعاد الفضوليين والصحفيين عن المعسكرين المتواجدين هناك وسط قواعد التدريبات السرية .
لم يعرف العالم الواسع أيضا بوجود هذه القواعد إلى أن كشفت عنها صحيفة "الجارديان" البريطانية و"دير شبيجل" الألمانية قبل أن يقلع رئيس الولايات المتحدة إلى إسرائيل بقليل، وكان مسربوا المعلومات ضباطا من جيش سوريا الحر، وكان الكشف يسعى إلى الضغط على أوباما فى محاولة لجعله يعبر عن تأييد معلن لهم قبل أن يبدأ مجلس النواب الأمريكى فى واشنطن ماراثون مداولات فى قضية تسليح المتمردين، فى الآونة الأخيرة فقط اضطر الأمريكيون الاعتراف لأول مرة بأنهم يجرون تدريبات عسكرية فى الأردن لمواجهة خطر السلاح الكيميائى الذى قد يتسرب من سوريا، بيد أنه يتبين الآن أنه لم يشرك فى مواقع التدريب العسكرية جنود أردنيون فقط، بل المنشقون من سوريا أيضا الذين فروا من جيش الأسد النظامى، "إن تصريح الملك عبد الله الذى قال: إن علاقاته بنتانياهو أصبحت قوية جدا لم يولد بالصدفة، إلا أنه كشف لى ذلك مسئول كبير فى المعارضة السورية، وكتب الصحفى الأمريكى جيفرى جولدبرج أن عناصر فى إسرائيل والأردن يقولون إن طائرات إسرائيلية بلا طيارين تطير على طول الحدود مع سوريا بموافقة الأردنيين، وزعم المسئول السورى الكبير من المعارضة على مسامعى أن "المعلومات التى يتم جمعها تقسم بين الدولتين".
نقلا عن يديعوت أحرونوت
الجريدة الرسمية
عاجل