رئيس التحرير
عصام كامل

انتبهوا مخطط الشر ما زال على الأجندة!


إن مخطط الشر لا يزال واضعوه يصرون على تنفيذه، ولا تزال مصالح أمريكا والغرب هي كلمة السر فيما يجري، ولا يزال حلفاؤهما من الإخوان وحكام تركيا وقطر أدوات لتنفيذ هذه المخططات.. المصالح هي محرك الأحداث وربما يتطلب الحفاظ عليها نسج المؤامرات وربما لا يكون ذلك عيبًا بمنطق السياسة..لكن العيب أن تستبق دول كبرى الأحداث وتروج الأباطيل والأكاذيب لتبرئة نفسها، وإلصاق التهم بمصر في كل حادثة للإضرار بها، وعدم انتظار نتائج التحقيقات أوتحقيق الأدلة.


وتنسى تلك الدول أن ثمة إرادة سياسية وشعبية مصرية عصية على الخضوع وتقديم التنازلات أو القبول بسياسة لي الذراع مهما تكن المصاعب والأزمات.. وما أكثر الأزمات التي تعرضت لها مصر وخرجت منها أقوى مما كانت؛ فمن نكسة يونيو إلى أعظم انتصارات العصر الحديث في أكتوبر 73.. ومن السقوط في بئر الإخوان بعد ثورة يناير إلى إزاحة الحكم الفاشي، والتئام الإرادة الشعبية خلف قيادة وطنية في 30 يونيو.

المطلوب الآن هو إيقاظ الروح الوطنية ليس على الطريقة التعبوية، بل على طريقة التوعية والتذكير بخطورة ما يراد بنا، فالنيل من وحدة هذا الشعب وتماسك جبهته الداخلية، والوقيعة بين مؤسسات الدولة هو هدف الجيل الجديد من الحروب لكسر الإرادة وتوهين العزيمة واستنزاف الدولة بمعاونة الخونة والمغرضين،ومن باعوا أنفسهم للشيطان وللدولار.

الغرب لم ييأس بعد من إعادة التقسيم للمنطقة، وفرض هيمنة أمريكا وإسرائيل في شرق أوسط جديد منزوع الإرادة باستخدام أدوات عديدة أولها الإعلام والشباب والأعوان والأتباع، وإشاعة الإحباط وروح الانقسام والكراهية بين مكونات المجتمع، وتكريس حالة الاستقطاب الحاد بينها لتبحث كل طائفة أو فئة عن مكاسبها هي ولو على حساب الوطن.

ما أحوج مصر إلى جهود كل بنيها ووحدتهم ووعيهم ومؤازرتهم للدولة.. ما أحوجنا إلى لغة جديدة وخطاب مستنير في الإعلام، وإدارة حملة علاقات عامة بلغة جاذبة ومصداقية وعقلانية يفهمها الخارج، ويتجاوب معها وهذا هو دور سفاراتنا وبعثاتنا الدبلوماسية في الخارج وهيئة الاستعلامات لتفنيد ما يروجه إعلام الغرب وقادته من إفك للإضرار بصورة مصر وقيادتها ونظامها.

مناصرة مصر الآن فريضة؛ كل بما يستطيع، بالكلمة الهادفة الصادقة، بالرأي الواعي، بالجهد المخلص، بمحاولة إصلاح ذات البين وجمع الناس على كلمة سواء، ورفض وفضح أي محاولة للتقسيم أو الفتنة أو التشويه أو شق الصف أو التطاول والانحراف عن أهداف ثورة 30 يونيو.

اتحدوا في مواجهة قوى الشر والتآمر.. ولتتسع عقولكم وقلوبكم للحوار والتوافق، وليكن اختلاف الرأي وسيلة للتصويب والتقويم وتدارك السلبيات والقصور وليس طريقًا للتشرذم والتناحر والخلاف.. وحادثة الطائرة لن تكون الأخيرة ؛ فالطريق طويل والتحديات عظيمة ولتكن مصالح الوطن العليا وإرادة الشعب هي البوصلة، فالشعب هو الحامي والسند وصاحب القرار.. ادعموا مؤسسات الدولة، ولا تكونوا عونًا للمتآمرين عليها.. ادعموا مصر للطيران وسافروا عليها فذلك أبلغ رد على محاولات استهدافها واستهداف الوطن من خلالها كما استهدفت السياحة والاستثمارات والأمن والاستقرار وسمعة مصر على أيدي المتآمرين..دعم مصر فريضة لا يجوز التهاون فيها.

الجريدة الرسمية