بالصور.. الشمس تتعامد على الكعبة المشرفة في ظاهرة فلكية فريدة اليوم.. الحدث يتزامن مع أذان الظهر في مكة.. يستمر لبضع دقائق ويمكن رؤيته بالعين المجردة.. يساعد في تحديد القبلة ويتكرر في يوليو 2016
تشهد السعودية، اليوم الجمعة، ظاهرة فلكية ممتعة يسعد بها المعتمرون، وتصل ذروتها أثناء أذان الظهر، حيث ستتعامد الشمس على الكعبة المشرفة وإليكم التفاصيل في التقرير التالي:
تعامد الشمس على الكعبة
قال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن الملكة العربية السعودية ومكة المكرمة بالتحديد ستشهد ظاهرة فلكية اليوم الجمعة، وهى تعامد الشمس بـ90 درجة عمودية على الكعبة.
وأضاف لـ"فيتو"، أن الظاهرة ستحدث في تمام الساعة 12.18 دقيقة بتوقيت مكة المكرمة، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تتكرر مرتين سنويا مرة في مايو والأخرى أثناء عودة الشمس في دورتها في يوليو، مشيرا إلى أنها ظاهرة فلكية طبيعية تحدث كل عام، قائلا "إن الكعبة تم بناؤها بين خط الاستواء ومدى السرطان".
تساعد في تحديد القبلة
وتابع: تحدث هذه الظاهرة كل عام في أي بلد يكون بها فصل الصيف مثل مصر على سبيل المثال، فتتعامد الشمس على وجه رمسيس في فبراير وأكتوبر، وبالسعودية في مايو ويوليو، وهي تساعد في تحديد القبلة لتعامد الشمس فتمنع وجود أي خيال من أي أعمدة بالكعبة مما يؤدي إلى تحديد القبلة بنجاح.
بضع دقائق
وأوضح أن المعتمرين سيشعرون بها أعلى روؤسهم مباشرة، مشيرا إلى أن الظاهرة تظل لبضع دقائق وتختفي مرة أخرى، وسترى بالعين المجردة لكن لا يجب النظر للشمس لفترة طويلة حتى لا تؤذي العين.
اختفاء ظل الكعبة
ومن جانبه أرجع الدكتور ياسر عبدالهادي أستاذ الشمس بالمعهد، سبب تعامد الشمس فوق بيت الله (الكعبة المشرفة تمامًا) إلى مرور الشمس على خط عرض مكة المكرمة 21،425 درجة شمالًا، كما أنها عادةً تكون على خط طول أي مكان وقت صلاة الظهر (خط طول مكة هو 39.825 درجة شرقًا).
وتابع: يمكن تحديد اتجاه القبلة لأي نقطة في العالم (تكون غير معروفة فيه) بالنظر إلى اتجاه الشمس في هذا التوقيت تمامًا مع معرفة الفارق الزمني بينه وبين مكة المكرمة.
مرتين في السنة
وأوضح أن هذه الظاهرة عادة في السنوات غير الكبيسة تحدث مرتين في السنة (يومي 28 مايو و16 يوليو) لكن لأن سنة 2016م سنة كبيسة سيحدث التعامدين قبل موعدي كل منهما بيوم (أي سيكون يومي 27 مايو (وهو الموافق غدا) و15 يوليو القادم في طريق عودتها (الظاهرية) إلى خط الاستواء مرة أخرى بعد تعامدها على مدى السرطان.
يذكر أن ظاهرة التعامد بشكل عام تحدث لكل نقطة ما بين خطي عرض 23،45 شمالًا و23،45 جنوبًا، أما خارج هذه المساحة بين الخطين فلا يمكن أن تحدث ظاهرة التعامد إلا في وقت آخر غير وقت بلوغ الشمس سمتها (أعلى نقطة في السماء ظاهريًا).
ونوه إلى أن هذا اليوم لا يمثل أي مناسبة دينية أو عيد أو أي شيء يستوجب الاحتفال الديني به، فما هو إلا يوم يحدث فيه تطبيق عملي لعلم الفلك يمكن أن يستفاد منه في بعض الأمور التي تخص أمور عبادة المسلمين (كاتجاه القبلة) أو يجعلنا نحس بالفارق بين السنة البسيطة والكبيسة.
أسباب الظاهرة
وتعبتر هذه الظاهرة ضمن الرحلة الظاهرية السنوية للشمس بين مدىي الجدي والسرطان لتكون متعامدة على المدن التي تقع بين هذين الخطين مرتين سنويًا، مضيفًا أن مدى الجدي يحدد عند خط عرض 23.5 جنوب خط الاستواء، ومدى السرطان عند خط عرض 23.5 شمال خط الاستواء، ويأتي ذلك بسبب ميلان محور الأرض على مدىها بالقيمة نفسها.