رئيس التحرير
عصام كامل

«أراضي مصر عطشانة».. الجفاف يهدد 30 ألف فدان بالشرقية.. القليوبية تستعين بالصرف الصحي لري 10 آلاف فدان.. دعامة الاقتصاد الرزاعي في خطر.. سوهاج والدقهلية ضمن القائمة.. ومخاوف على مشروع المليو

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كارثة أنذر بها الخبراء والمتخصيين، متوقعين جفاف وشح مائي يضرب مصر على الوجه القريب، والآن تعاني معظم محافظات الجمهورية من الجفاف التام، وسط صرخات الفلاحين والمزارعين، وأيادي المسئولين المكلولة، وهو ما أثار التخاوف حول مصير مشروع المليون ونصف المليون فدان من هذه الكارثة، وكيف سيستطيع تكفية احتياجاته من المياه.


30 ألف فدان بالشرقية

تبدأ المعاناة بأزمة تضرب أكثر من 20 قرية تابعة لجمعيات زراعية مختلفة منها «جمعية الحبش»، «جمعية كفر عوض سليمان»، « جمعية الخطابة»، «جمعية الرباعي»، «جمعية الإبراهيمية» وغيرها، بالرغم من أن هذه المياه تخدم أكثر من 30 ألف فدان، ما أجبر مزارعي القرية على الاعتماد على مياه الصرف الصحي، كحل بديل لإنقاذ محاصيلهم، مما دفع الفلاحين للتظاهر بقرية الحبش، التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، في محيط مديرية الري لعرض مشكلاتهم على وكيل الوزارة بالمحافظة، والحكومة تنظر مكلولة الأيادي.

10 آلاف بالقليوبية

وامتدادًا لمسلسل الجفاف، ترصد محافظة القليوبية "فلاحين يجلسون بجوار الترع انتظارًا للفرج"، فقد ظهرت أزمة نقص مياه الري بمختلف المناطق بالمحافظة، وخاصة مدن الخانكة وشبين القناطر والجبل الأصفر بما يعادل أكثر من 10 آلاف فدان، مما تتسبب في اللجوء إلى استخدامهم للرى بمياه الصرف الصحي لزراعة المحاصيل الزراعية، ولكن الإشكالية في القليوبية لم تتوقف على جفاف الترع فحسب، بل زادت بزيادة المخالفات التي يرتكبها المزارعون، كزراعة الأرز على الرغم من منع زراعته في القليوبية.

دعامة الاقتصاد الزراعي

وتضمنت القائمة محافظة المنوفية، التي تُعد الدعامة الأساسية للاقتصاد الزراعي لما تقدمه من محاصيل زراعية هامة، مثل القمح والقطن والذرة، وتظهر تلك المشكلة بشكل واضح بقرى مركز أشمون أكبر مراكز المحافظة، بعد تحويل ترعها إلى مقالب للقمامة، والتي على رأسها ترعة العداس وترعتي الوراق والجزيرة، فضلًا عن الجانب الغربي من المركز.

معاناة سوهاج

وفي قطار الجفاف نقف في محطة سوهاج، ومعاناة قرى مركز أخميم التابع لمحافظة سوهاج من جفاف مياه الترع والمصارف، الأمر الذي يُهدد بتلف مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، حيث بدأ مستوى المياه في الانخفاض في شهر يناير الماضي، ولكن اختفت المياه تمامًا حاليًا.

مظاهرات الدقهلية

أما محافظة الدقهلية فنظم الأهالي اليوم مظاهرات بقطع عدة طرق بسبب النقص الشديد في مياه الري التي تصل إليهم، ومنها أهالي قرية الشرفا والقرى المجاورة لها بمركز تمى الأمديد، معبرين عن غضبهم الشديد بعد تشقق أراضيهم وتبوير آلاف الأفدنة، مما يهدد محصول الأرز في بداية زراعته، والذي يحتاج إلى كمية كبيرة من المياه.

قصب سكر الأقصر

كما أن موسم قصب في الأقصر تحت التهديد بعد انقطاع المياه عن ترعة "سواحل أرمنت" التي تقوم بري الأراضي الزراعية بدءًا من أرمنت وحتى قرية الضبعية، حيث انقطعت المياه عن الترعة منذ 25 يوما، في الوقت الذي يحتاج فيه القصب للري كل 4 أيام تقريبًا.

مخاوف المليون فدان

ولا تزال الأزمة مستمرة، وهو ما جعل البعض يتخاوف على مصير المليون فدان، يتساءل كيف سيكفي حاجته من المياه، وفي نفس السياق يقول "نادر نور الدين" أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة: إن مشروع المليون فدان معتمد بشكل كبير على المياه الجوفية المكتشفة حديثًا، وليست مستخدمة في مصر بالفعل.

وأكد "أستاذ الموارد المائية" على أن المشروع قائم على الاستفادة من المياه الجوفية بنسبة 90%، إلى جانب 10% من مياه نهر النيل سبق تخصيصها بالفعل من ترعة الشيخ زايد وترعة السلام، ولا تحمل على مياه نهر النيل من المشروع، ولم يتم استقطاع جزء من نصيب الأراضي الأخرى، موضحًا مشروع المليون ونصف المليون فدان برئ تمامًا من شح المياه.

واختتم قائلًا: نصيب مصر من المياه قل بنسبة 50% منذ 9 سنوات، فبعد أن كان نصيب النيل الأزرق 50 مليارا وصل حاليًا 24 مليار متر، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع بشكل كبير للتغيرات المناخية التي حدثت في إثيوبيا وتوقعتها الأمم المتحدة.

الجريدة الرسمية