رئيس التحرير
عصام كامل

العمدة وتاجر العقارات


دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر ٢٠١٦، ولمدة ًاربعة سنين قابلة لإعادة الترشيح..هو رجل أعمال ناجح وأعماله هي العقارات أصلا ، ومنذ عقدين فقد اثنين من أكفأ رجاله في حادث طائرة، وساءت أموره المالية وحاصرته البنوك الدائنة، وفرضت عليه قيودا مالية، حتى إنهم حددوا له مبلغا لمصاريفه لا يتعداه لأنه يعتبر زير نساء.. وانصلح حاله بتدخل بعض شيوخ الخليج، وعاد أغنى مما كان ودخل في أنشطة نوادى القمار والنوادي الليلية بأموال العرب، ودخل في السياسة أخيرًا وهو إنسان غير مثقف ذي أخلاق رعاة البقر، ضحل المعرفة مع لسان حاد مفتون بالقوة.


وكغيره من الرجال يحب ترامب الجميلات، لكنه لا يقترب من المثقفات، لأنه لا يعرف كيف يتعامل معهن ويذهب إلى تجارة الرقيق المودرن، أي يلتقط الجميلة الفقيرة ويتزوجها لفترة مقابل عدة ملايين، ويتركها لغيره.. وهذا كل ما يفعله.

وترامب أمريكى متعصب جاهل يحمل المسلمين عموما مشكلات الاٍرهاب وهم بريئون منه، مع أن بعض شيوخ الخليج المسلمين أنقذوه من الإفلاس الذي كان على وشك الوقوع فيه، وكان سيعود إلى أصله سمسار عقارات رخيصة، وزوج لأمريكية تترأسه.

والإسلام في أمريكا دين له وجود، ولكن ليس مؤثرا في السياسة، ويرجع تاريخ الإسلام في أمريكا إلى أربعينيات القرن الماضى، ونمى بسرعة في الستينيات والسبعينيات بين السود الأمريكيين، لأنهم كانوا يبحثون عن ذاتهم التي داسها الرجل الأبيض.. توجهوا إلى الإسلام الذي يمنحهم الهوية والحريّة وعبادة الواحد الأحد بدلا من أصحاب المصالح الذين زادوهم عبودية للرجل الأبيض الذي يبخل عليهم بالمواطنة التي نص عليها الدستور.. اعتنق كثير من السود الإسلام عن اقتناع أو عن مكيدة في السيد الأبيض.. والغريب أن الإسلام هدى كثير منهم إلى السلوك الحسن، ورأت الشرطة والمباحث الفيدرالية هذا التغير الإيجابى في سلوك المجرمين وطبعا رحبوا بذلك.

وكنت أحد مؤسسي مسجد بوسطن والوحيد الذي لم يكن أمريكيا أسود، والقانون في بلاد العم سام يعطي حصانة لدور العبادات، وتستطيع أن تشترى مبنى وتحوله إلى مسجد في اليوم التالى بلا أية مشكلات، وقانونيا ورسميا وتقيم الصلاة آمنا مطمئنا ليلا ونهارا وفى أي مكان، ولا يلزم تراخيص، كل ما عليك أن تنشأ شركة أو مؤسسة رسمية مسجلة، ولا تأخذ الإجراءات أكثر من عدة ساعات، طبعا لابد أن تلتزم بإجراءات الصحة والسلامة الرسمية وكنت أيضا إمام المسجد..

وكان علينا أن نذهب إلى السجون تحت إشراف المباحث لنصلى بالمساجين المسلمين، وكان على أن اذهب إلى سجن والبول خارج بوسطن، لأصلى الجمعة مع المساجين، وهذا السجن لعتاة المجرمين ومزود بأقصى درجات الأمان، وكان يدخل معى مندوب المباحث الفيدرالية، ويحضر الصلاة ولا يتدخل في أي شيء، وفى أول مرة أخذنى المسلمون أعضاء المسجد إلى السجن، وكان يعرف الطريق جيدا، ولما سألته قال لى إنه يعرف المكان لأنه عاش فيه عدة سنوات، لأن مهنته قبل الإسلام كانت قاتل محترف قتل ثلاثة عشر ولا إثبات، وفى المرة الأخيرة تم الحكم عليه بتسع سنوات أشغال شاقة، ونظرت اليه وطلبت منه إيقاف السيارة لكى أرجع لكنه أقسم لى أنه تاب وأمن ويعمل صالحا بعد إسلامه، وصلى على رسول الله ص كما اعترف بأنه كان شريرا قاسيا وأصبح رجلا مسلما طيبا(إن الله يقبل التوبة عن عباده).

والأمريكيون عموما نشأوا على احترام الآخر وخصوصياته، ومنها دينه ولا يتدخلون في هذه الأمور أبدا وهذا لا يمنع أن يكون هناك متعصبون وعنصريون، لكن القانون يسيطر على الأمور ويمنع العنصرية. فأمريكا كدولة وشعب مرتع خصب للإسلام، لأن الفراغ الروحى سائد، والإنسان عموما في أشد الحاجة لملء هذا الفراغ..كل ما علينا أن ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أمرنا المولى عز وجل وليس على طريقة شيوخ الفضائيات.. ويقدر عدد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية بنحو عشرة ملايين.

ويقدر عدد المساجد بنحو خمسمائة مسج،د مع وجود تنظيمات إسلامية عديدة أكبرها وأهمها "جمعية الطلبة المسلمون"  وهى جمعية قديمة لها تاريخ لا بأس به.. واقترح أن تقدم منح مخصوصة لدراسة الإسلام لشباب المسلمين، لكى ينشروا الإسلام الصحيح الوسطى في أمريكا والغرب عموما، وتكون هذه المنح مخصصة للقيام بدعوة كل بلد بلغته، وتصمم هذه المنح لإعطاء فكر مستنير وموعظة مبسطة تخدم الإسلام الوسطى وتحبب الآخرين في دين الله الحنيف..

أما المرشح المحتمل ترامب فيبدو أن فيه دما مصريا، لأنه يريد أن يعود إلى الماضى عندما كانت أمريكا السيد المطاع بلا منازع.. لكنه يحلم ولن يستطيع... كل ما قدر عليه هو مهاجمة المسلمين ومحاولة منعهم من دخول بلده وهذا هراء.. وجهل وعنصرية واستعلاء وطبعا وجد من يؤيده من أمثاله وهم قليل.. وعندما فاز "صديق خان" بعمودية لندن أبدى "صديق" رغبته في زيارة الولايات المتحدة، للتعرف على بعض الخبرات، وصرح بأنه يريد أن يقوم بالزيارة قبل أن يأخذ "ترامب" السلطة، لعدم منعه من دخول أمريكا إذا نجح ترامب..

ورد ترامب باستعلاء وإنكار وكان في لندن ولم يحظى باحترام أحد.

وعقب "صديق" أنه لا يمانع من مقابلة "ترامب" ويقدمه إلى أسرته، ويعطيه فكرة عن الإسلام الحنيف.."إن الدين عند الله الإسلام".
الجريدة الرسمية