رئيس التحرير
عصام كامل

المتاجرون بالسياسة.. الناقمون على كل شيء (1)


المؤسف حقًا أن ثورة يناير التي جاد فيها شباب طاهر بدمائه الزكية؛ إعلاء للوطن، شهدت أيضًا ميلاد فئة جديدة تاجرت بالسياسة واتخذتها حرفة أو "سبوبة"، وأطلق عليهم "الساسة الجدد"، الذين جاءوا من العدم، فلم تكن تعرفهم السياسة، وهي ليست منهم ولا هم منها، بل هبطوا عليها بالباراشوت، وصار عدد منهم رؤساء لأحزاب كرتونية لا تملك إلا مقرًا ولافتة، دون حضور حقيقي لا في الشارع ولا في مجال التأثير العام.

وجذبت مثل هذه الأحزاب رهطًا ممن يسمون أنفسهم بالنشطاء، بعضهم لا عمل له، وشجعتهم الفضائيات والصحف وصارت ملاذًا آمنًا لهم، يصولون فيها ويجولون، بعد أن أصبحوا ضيوفًا دائمين عليها، وفتحت لهم بعض الصحف أعمدتها وزواياها ليكتبوا فيها ما يشاءون، مغازلة لشباب الثورة، وخطبًا لودهم.

وللأسف دأب معظم هؤلاء "الساسة الجدد" على انتقاد رموز مصر، بينهم رؤساء سابقون نعتوهم بما ليس فيهم.. ثم انتقلوا إلى معارضة الرئيس السيسي ومخالفته على طول الخط، وأعطوا لأنفسهم الحق في توجيهه، وكأنه لا يرى طريقه، أو لا يرى ما يحيق بالوطن من مخاطر.. ناسين أنه كان على رأس أهم أجهزة المعلومات في الدولة.. كما أعطوا لأنفسهم الحق في كتابة خطابات للرئيس عبر الشاشات أو صفحات الصحف، وعليه أن يتبناها من وجهة نظرهم.

أما المحزن فهو تباكيهم على الديمقراطية، وتحذيرهم من عودة الديكتاتورية من باب الوجاهة السياسية، والتخويف من حكم "العسكر" -رغم تحفظي على هذا "اللفظ" المقيت- ولم يكتفوا بذلك، بل أطلقوا دعوات للتظاهر معترضين على بعض أحكام القضاء.. فأين هي دولة القانون؟

ونكمل غدًا..
الجريدة الرسمية