الأزمات لا تأتي فرادى!
لا تكمن إدارة الأزمة قط في سرعة إصدار بيانات صحفية أو تصريحات وردية حول الحادث، ولكن التعامل الجيد مع الأزمة يتطلب التروي والهدوء في إصدار البيانـات مع التحرك السريــع في التعامل مع معطيــات الأزمة، وهذا ما تم بالفعل في التعامل مع أزمة الطائرة المفقودة، فعندما تسيل الدماء علينا أن نتريث قليلا وألا نسبق الأحداث تفسيرا وتأويلًا وألا نتقمص دور المحللين والخبــراء أو نرقص على جثث الموتى ونزيف الوطن.
دون ملل وطوال شهور متصلة وصف الإعلام الطائرة الماليــزية بالمفقودة والتي اختفت خلال رحلتها من كوالالمبور إلى بكين بالقرب من جزيرة رينيون الفرنسية، وذلك قبل أن تعثر السلطات الفرنسية على حطامها في أغسطس الماضى، ولكن عندما يكون الحادث يمت بصلة إلى مصر، فنحن مطالبون بالإعلان الفوري عن الحادث وإشكالياته !!
فعلينا ألا نستبق الحكم بعد ساعات من وقوع الحادث، فالحكومة والجهات المنوطة انطلقت مساعيها لتؤدي دورها في الكشف عن ملابسات الحادث.
لقد طالت كثيرًا ألسنة التجريح الإعلامي أمن المطارات المصرية وخاصة بعد حادث الطائرة الروسية المنكوبة رغم أن حوادث الطيران تحدث في كثير من دول العالم والطائرة المصرية أقلعت من مطار "شارل ديجول" الفرنسى وليست من أحد المطارات المصرية!!
نعم الأزمات التي تواجه القطاع السياحى لا تأتي فرادى ففى خلال عام مضى واجهت السياحة المصرية العديد من الضربات المؤلمة التي هزت جنبات القطاع الذي يعانى بالفعل منذ سنوات، ففى يونيو الماضي فجر انتحارى نفسه في ساحة معبد الكرنك، وفى سبتمبر الماضى لقي 12 سائحا مكسيكيا مصرعهم بالخطأ عقب قيامهم برحلة سفارى في منطقة محظورة، وفى أكتوبر الفائت كنا على موعد مع تحطم طائرة روسية أودت بحياة 224 راكبا، فضلًا عن مقتل الشاب الإيطالى ريجينى وما خلفه الحادث على العلاقات المصرية الإيطالية وحركة السياحة الوافدة، وفى مارس الماضى تم اختطاف طائرة مصرية وتوجيه مسارها إلى قبرص.
قطاع السياحة ما زال يعانى خلال الخمس سنين الأخيرة منذ انطلاق شرارة ما يسمى الربيع العربى وهذا طبيعى لصناعة دائمًا ما توصف بالهشة لحساسيتها لأي متغيرات سياسية أو أمنية أو اقتصادية.
فالصورة الذهنية للمقصد السياحى المصري ليست في حاجة للمزيد من التشويه خاصة في ظل وجود بعض أبواق الإعلام الدولى التي تستهدف الإساءة لصورة مصر وتداول أخبار مغلوطة عنها.
