رئيس التحرير
عصام كامل

فوضى الفتاوى الرمضانية.. الإخوان يبيحون الإفطار لقياداتهم وعدم الصلاة خلف السلفيين.. «الشيعة»: «المياه والعلكة» لا يبطلان الصيام.. «داعش» يلغي صلاة التراويح ويغلق صالونات

فيتو

شهدت الفترة الأخيرة، ما يمكن وصفه بـ"فوضى الفتاوى"، نظرًا لحالة التخبط التي تضرب المنطقة، ولكون الفتوى خاضعة في المقام الأول لصاحبها، ومنهاجه ورؤيته، بعيدًا عن إجماع العلماء عليها، أو صدورها عن مصدر رسمي، على غرار دار الإفتاء المصرية.


وأصبحت الفتاوى سبيلا للشهرة، والشو الإعلامي وخدمة السياسة، ليكون خلط الدين بالسياسة منهاجًا في حد ذاته.

ومع إعلان دار الإفتاء أن اليوم هو غرة شهر رمضان، نعيد على الذاكرة عددًا من الفتاوى الشاذة التي أطلقت هنا وهناك دون حذر أو تفكير، وأثارت سخط عموم المسلمين.

صيام أكثر من 18 ساعة
أفتى الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، بجواز إفطار لاعبي الأولمبياد، قائلًا: "الله منح رخصة الإفطار في حالة السفر أو المرض، طبقا للنص القرآني "فمن كان منكم مريضا، أو على سفر فعدة من أيام آخر"، موضحًا أنه لا يجوز أن يصوم الشخص أكثر من 18 ساعة، وأن على من يعيشون في دول تتجاوز هذه الساعات الصيام، بحسب توقيت مكة المكرمة الإفطار.

"شرب المياه في النهار"
لم تختف الاجتهادات الشيعية، في إصدار فتاوى مثيرة للغط، إذ أفتى فقيه إيراني محسوب على تيار الإصلاحيين بأن شرب المياه في نهار رمضان لا يفطر الصائم إذا اشتد عليه العطش.

وقال آية الله العظمى أسد الله بيات زنجاني، إن من لا يستطيع تحمل العطش يمكنه شرب ما يكفي لري عطشه ولن يفطره ذلك.

"العلكة حلال"
وأفتى المرجع الشيعي، على الحسيني السيستاني، بأن مضغ العلكة "اللبان" في نهار رمضان لا يفطر، قائلًا: "يجوز مضغ العلك في حال الصوم وإن وجد له طعما في ريقه ما لم يكن لتفتت أجزاء منه إلا إذا كانت مستهلكة في الريق في بداية المضغ، فلابد للصائم من الاجتناب عنه لا مع زوال تلك الأجزاء ولو بمضغ سابق".

فتاوى الإخوان
كعادة جماعة الإخوان الإرهابية، لم تستطع كبح جماحها من التعريض بالفتاوى الدينية من أجل خدمة أهداف سياسية، حيث أفتى الداعية الإخواني الهارب في الخارج، محمد عبد المقصود، بأنه لا يجوز صلاة التراويح خلف إمام من الدعوة السلفية أو حزب النور وعليهم أداء صلاة التراويح في منازلهم، واصفًا إياهم بـ"المنافقين".

إفطار قيادات الإخوان
أفتى عصام تليمة، مساعد الشيخ يوسف القرضاوى السابق، بجواز إفطار قيادات الجماعة الصادر بحقهم أحكام بالأشغال الشاقة، أو من يعمل من عوام المسلمين بمهن شاقة وقضاء هذه الأيام بعد رمضان.

فتاوى داعش
بالطبع لن يغيب تنظيم داعش الإرهابي عن حالة الفوضى التي تضرب الفتوى، حيث أفتى بإلغاء صلاة التراويح باعتبارها بدعة، وأقر الجلد عقابًا لكل مَن يصليها على اعتبار أن صلاة التراويح لم تكن موجودة أيام النبي صلى الله عليه وسلم، على حد زعم التنظيم.

كما أصدر التنظيم تحذيره للنساء بعدم الخروج خلال ساعات الصيام واشترط على المرأة التي ترغب في الخروج بعد صلاة المغرب أن يصطحبها مرافق من أقاربها الذكور، كما تم منع المرأة من استخدام الهاتف المحمول طيلة شهر رمضان، فضلًا عن منع التبرج، ففي وقت سابق قام بإزالة كل اللافتات والإعلانات التي توضع لمحال التزيين النسائية في مناطق سيطرته.

ووضع التنظيم بعض المحاذير على المناطق المسيطر عليها والتي تمثلت في معاقبة مَن يفطر في رمضان وتعرضه للقتل أو الإذلال، إلا أن ديوان الحسبة التابع لداعش توعد لمن يفطر متعمدًا «بعقوبات» تصل إلى حد التعامل معهم على أنهم «قردة في أقفاص» وقد قضت العقوبات بحبس مَن يفطر داخل قفص، لمدة 15 يومًا، يقدم له خلالها على موعد الإفطار «قطعـة خبــز واحدة صغيرة وعدد من حبات التمر».

وقد أصدر التنظيم أمره بإغلاق المحال التجارية في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، بالإضافة إلى إغلاق محال الحلاقة الرجالية ومنع تقصير الشعر خلال رمضان، وأفتى بمنع الشبان من تسريح الشعر بحسب الموضة ووضع مادة «الجِل» على الشعر.
الجريدة الرسمية