رئيس التحرير
عصام كامل

شرذمة الإحباط..خطر الداخل وافتراءات أبو الغار !!


علينا الاعتراف بأن ثمة شرذمة إعلامية وسياسية لا تفرق بين نقد هادف مباح وضروري يعلى الصالح العام، ويجعله معيارًا حاكمًا لمنطلقاته ومساعيه هادفًا للإصلاح والتقويم يبصر المقصرين بعواقب تقصيرهم، ويأخذ على أيدي الفاسدين حتى لا يتمادوا في غيهم وضلالهم، ويقترح سبل العلاج بلا تجريح ولا تطاول..وبين هجوم مغرض تحركه الأهواء والرغبة في الهدم والتشويه بدوافع خبيثة تحقيقًا لأجندات مسمومة ليس فيها نفع للوطن ولا المواطن.


ومنذ أيام كتب د. محمد أبو الغار مقالة بالمصري اليوم قال فيها "إن رئيس الدولة يؤمن بأن شعبه لا يستحق أن يحصل على نفس حقوق نظيره الأوروبي، وهذا يعبر عن رغبة الرئيس في إقامة حكم استبدادي دون أن يفتح أحد فمه.. ويعتقد العسكريون المصريون أنهم الوحيدون الذين لهم الحق في حكم مصر، والرئيس السيسي في اتفاقية الحدود البحرية مع السعودية لا يعترف بأهمية البرلمان ولا مجلس الوزراء، وربما حتى الشعب المصري.. وأن حكاية نور عينيه دي حاجة شاعرية لطيفة وليس حقيقة ما يعنيه"..

ما قاله أبو الغار لم يمر هكذا دون تعقيب بل قام د. صلاح الغزالي- وهو بالمناسبة من المحسوبين على المعارضة- بالرد عليه فكتب هو الآخر مقالة بالمصري اليوم يقول فيها "هل يتصور عاقل أن يعلن الرئيس-أي رئيس- على الملأ أن شعبه لا يستحق أن يحصل على حقوقه، وأنه يجب أن يسجن فقط أعداء الرأي ؟!

وهل ما تقوله أنت وغيرك كثيرون في كل وسائل الإعلام يتفق مع هذا الاستنتاج؟ وهل يتصور عقلًا أن بلدًا مثل مصر في ظل هذا الترصد الهائل من قوى الشر في الداخل والخارج يمكن أن تحافظ على أمنها والذي هو أمنك وأمني وأمن الملايين دون أن تقع بعض التجاوزات.. ثم ما هذه الحساسية الكريهة للعسكريين والتي أطلقها إخوان الشر، وروجوا لها ؟!

إن الجيش المصري على مدى تاريخه الطويل -والكلام للغزالي حرب - كان ولا يزال وسيظل جزءًا من النسيج المصري والذي بفضله نجحت ثورة 25 يناير و30 يونيو، لسنا نعيش في عصر الحرية والديمقراطية كاملة الأوصاف ولكننا في مرحلة انتقالية شديدة الصعوبة والخطر، وهذا يتطلب منا جميعًا-حكومة وشعبًا-أن نخلص القول ونجوّد العمل ونثق بمن اخترناه بمحض إرادتنا لقيادة هذا البلد.. ولكن لن يكون أبدًا القائد أو الزعيم الملهم ولكنه موظف بدرجة رئيس، اختاره الشعب لكي يعبر بنا هذه الفترة، ولن نتركه وحيدًا في الميدان.

أخي الفاضل.. مصر في حاجة إلى كل رأي حر يبني ولا يهدم، يزرع الأمل ولا ينشر اليأس.. ينير الطريق ولا يحطم المصابيح.. كما أنها ليست في حاجة إلى المنافقين والمهللين ورجال كل العصور والباحثين عن المكاسب الشخصية.. وأعتذر لك أخيرًا عن بعض الانفعال، وأتمنى ألا يفسد الرأي للود قضية".
الجريدة الرسمية