رئيس التحرير
عصام كامل

فليراجعوا ضمائرهم !


من لا يرى تحسنًا في الأحوال الداخلية فليراجع ضميره، فثمة فارق لا ينكر بين أحوالنا اليوم مقارنة بما كنا عليه غداة الثورة أو قبل عامين، فثمة تحسن في الاقتصاد لا يقلل منه أبدًا ما رأيناه من أزمة الدولار وارتفاع الأسعار، وثمة تحسن في الأمن يجسده تراجع العمليات الإرهابية وإن لم تتوقف نهائيًا، وكان آخرها حادث حلوان الأثيم.. وثمة تحسن سياسي يعكسه اكتمال مؤسسات الدولة المدنية بانتخاب البرلمان ومشاركته في الحكم..


وثمة استعادة ملحوظة لدور مصر في المنطقة والعالم، يؤكدها زيارات متتابعة لرؤساء ووفود دول أجنبية عديدة، أنهت ما حاولت بعض الدول فرضه على مصر من عزلة، وتشكيك في شرعية نظامها السياسي.. لكن ورغم كل ذلك التحسن الذي لا يراه البعض، فهناك محاولة لهز استقرار جبهتنا الداخلية يقوم بها نفرٌ يتماهون-بقصد أو دون قصد-مع أهداف المتربصين بمصر والمنطقة بأسرها، لدرجة أن هناك من يشكك مثلًا في جدوى المشروعات القومية ويهاجمها، ليس بهدف الإصلاح والتقويم وطرح بدائل مناسبة تبرر أسباب هجومه وانتقاده، بل لنشر الإحباط وطمس الإنجازات في مسلك يضعف الروح المعنوية، ويفرغ كل عمل جاد من مضمونه..

فهل تستحق مصر في حالتها الراهنة جحودًا من بعض أبنائها الذين يهيلون التراب على كل إنجاز، ويجافون الحق ويفتشون في النوايا، ويصبغون النقد بألوان السياسة والمصالح الضيقة، ويفتعلون أزمات تقودنا لحافة الهاوية.

الجريدة الرسمية