أزمة المساكن في نيوزلندا تدفع المئات للعيش في الخيام والجراجات
تواجه نيوزلندا أزمة مساكن طاحنة، دفعت المئات من مواطنيها إلى العيش في الخيام والجراجات، في ظل ارتفاع الأسعار بنسبة تزيد عن 80% خلال السنوات الخمس الماضية.
وأدى ارتفاع أسعار العقارات إلى عجز المواطنين عن الشراء أو الاستئجار، أو استئجار المساكن، ووجد المئات من أصحاب الدخول المنخفضة والعاطلين عن العمل، أنفسهم مضطرين للإقامة الحاويات القديمة أو الجراجات أو الخيام.
ومع اقتراب موسم الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، أصبح جميع سكان الخيام والحاويات مهددين بخطر الأمطار والفيضانات، مما دفع الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني، الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني، إلى إصدار عدة نداءات وبيانات تحذيرية والمطالبة بإنقاذ هؤلاء المواطنين من كوارث محققة تهدد حياتهم، مع انعدام المرافق والخدمات وعدم وجود كهرباء أو صرف صحي في الأماكن التي يقيمون فيها.
واتهم المتحدث باسم منظمة جيش الإنقاذ الخيرية "كامبل روبرتس"، الحكومة النيوزلندية بالفشل في معالجة أزمة المساكن، وترك المئات أن لم يكن الآلاف من المواطنين بدون مأوى، مشيرًا إلى أنه حذر من أزمة طاحنة في منطقة جنوب أوكلاند قبل 25 عاما من الآن، لكن الحكومات المتعاقبة في البلاد لم تحرك ساكنا، ولم تتخذ القرارات المناسبة لعلاج الأزمة قبل أن تتفاقم، وتشكل تهديدا حقيقيا لحياة المواطنين، وما زالت تواصل سياستها الفاشلة.
المعروف أن سوق العقارات في العاصمة النيوزلندية أوكلاند، هي الأغلى من نوعها في العالم، ويصل سعر المنزل المتوسط فيها إلى أكثر من 940 ألف دولار أمريكي.
وأدى ارتفاع معدل الهجرة من دول جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادي، وانخفاض أسعار الفائدة، إلى تفاقم الأزمة وعجم قدرة أصحاب الدخول المتوسطة والمتدنية على استئجار مساكن مناسبة للإقامة فيها مع أسرهم.
وأكدت النائبة البرلمانية عن حزب العمال "جيني ساليسا"، أن 50 % من سكان دائرتها الانتخابية في العاصمة أوكلاند يطلبون مساعدتها، في الحصول على مساكن مناسبة لهم.
وأشارت إلى أنها تعرف أسرا مكونة من عشرة أشخاص، تعيش في جراجات داخل العاصمة، ويدفعون إيجارات باهظة تصل إلى 400 دولار شهريا، مقابل الإقامة فيه واستخدام المرافق الخاصة بالجراج.
وفي الأسبوع الماضي أعلنت الحكومة النيوزيلندية عن تخصيص مبلغ 41 مليون دولار لبناء مساكن للطوارئ، بهدف استخدامها في إيواء المتضررين من فصل الشتاء، لكن هذا الحل جاء متاخرا جدا في راي "ساليسا "لأن فصل الشتاء بات على الأبواب، ولم يعد هناك وقت كاف لإنقاذ سكان الخيام والحاويات من الخطر الذي يدق أبوابهم.