رئيس التحرير
عصام كامل

مهرجان كان يعرض فيلما من إخراج الإسرائيلي «برنارد ليفي»

فيتو

لازالت السياسة هي العنصر الفاعل في مهرجانات السينما الكبري والصغري على السواء، مهما جاءت إدعاءات مخالفة لذلك،ومهرجان كان السينمائي ليس استثناء، على العكس فتاريخه في العروض ومنح السعفة الذهبية لأفلام ومخرجون مناهضون للعرب والإسلام قديم، لذا قرر مهرجان كان السينمائي اليوم فجأة إضافة عرض خاص يوم الجمعة 20 مايو الثالثة عصرا، في قاعة بازين لفيلم بعنوان «البيشمركة» إخراج برنارد هنري ليفي، وهو إنتاج فرنسي ومدته 92 دقيقة.


المثير أن المهرجان أعلن في بيانه أنه إكتشف هذا الفيلم (للتو)!! وانه يقدم صورة مكبرة وقريبة من مقاتلي البشمركة الكردية حيث سافر المخرج مع فريق صغير لأكثر من 1000 كيلو على طول الحدود العراقية، من الجنوب إلى الشمال، لتصوير حالات الحرب، والمناظر الطبيعية ووجوه الرجال والنساء وهو أمر نادرا ما يشاهد في العالم الأوسع.

ومخرج الفيلم ليفي اليهودي هو مرشح رئاسة الوزراء الإسرائيلي في عام 2011 والعنصري المعروف بمواقفه الصهيونية الحادة والمعادية للمسلمين، فهو الذي دعا لاغتصاب المنقبات في فرنسا كما تحالف مع سلمان رشدي ضد المسلمين في كتابه (ايات شيطانية)، وهو قريب من دوائرصنع القرار في فرنسا، كما أنه مرشح رئاسة الوزراء الإسرائيلي في عام 2011، وكان من أبرز المؤيدين للثورات العربية.

وولد ليفي لعائلة فرنسية يهودية وقت احتلال الجزائر هناك، وقدم ثلاثون كتابا، منها كتب فلسفية وأخرى فنية، كما قام بزيارة ميدانية إلى كردستان، بعد عرضه فيلم (بيشمركة) الذي يعرض فيه الصراع مع داعش من وجهة نظر تربط بين الإسلام ومقاتلي داعش !!

وسبق وقدم ليفي فيلما وثائقيا صنع له شهرة كبيرة عن الصراع في البوسنة عام 1994، وبعدها أرسله الرئيس الفرنسي جاك شيراك لرئاسة بعثة تقصي الحقائق إلى أفغانستان عام 2002 بعد الحرب على طالبان، كما يفخر ليفي بأنه رجل الميدان خصوصا وان وسائل الاعلام قالت أنه لعب دورًا حاسمًا في الترويج للاعتراف الفرنسي الرسمي، ثم الأوروبي، ثم الدولي، بمجلس الحكم الانتقالي في بنغازي.

ليفي يعرف أيضا بأنه (عراب الحروب)، وقد تم طرده من تونس العام قبل الماضي على خلفية لقاءه بليببين هناك كما تم فتح تحقيق لمعرفة الجهات التي كانت خلف زيارته لتونس وقتها، ومن ضمن تصريحاته أنه يناصر قيام دولة فلسطينية قوية ولكن ضمن شراكة مع إسرائيل، مشيرا إلى أنّ تدخله في مسألة إسقاط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وذلك في رده على الانتقادات الموجهة له بتخريب البلدان التي يزورها.

وقد إشتهر ليفي بأنه منظر الصهيونية الجديدة في فرنسا، كما وصف بأنه الفيلسوف ذو القميص الأبيض والقلب الأسود، وقد صدرت سبعة كتب صدرت تباعا في هجاءه وكذلك عشرات المقالات التي تكشف أن الفيلسوف الكبير كذب على مئات الآلاف من قرائه، وباع صور زوجته عارية واستغل نفوذه لإنقاذ شركة والده من الإفلاس،ولا يعرف شاه مسعود الذي ادعي أنه صديقه الحميم، فضلا عن كونه استخدم في مناورات سياسية ولفق تحقيقا عن اغتيال دانيال بيرل صحافي الوول ستريت جورنال الذي قتل ببشاعة في باكستان التي لا يعرف ليفي خريطتها بشهادة أحد أكبر المحققين والمراسلين الصحافيين في المنطقة.

ويلقي عرض فيلم المخرج الصهيوني في كان بظلاله على الدور السياسي الذي تلعبه مثل هذه المهرجانات في التدشين لأفكارها ومواقفها السياسية من خلف نعومة الفن السابع ولون السجادة الحمراء البراق الذي يخفي وراءه الكثير من السموم الشائكة.
الجريدة الرسمية