رئيس التحرير
عصام كامل

كيف نطرد الاستثمارات؟!


إذا أردنا أن نحافظ على ما تبقى من استثمار في الداخل أو نقوم بجذب استثمار من الخارج علينا أن نتوقف عن الكلام ونتجه للإصلاح، فالمسئولون يتكلمون عن تنمية الاستثمارات من منظور أن كل شيء تمام وكل شيء على ما يرام.


إلا أن الواقع مختلف ولا بد أن نعترف به، فمعرفة المرض هو أساس العلاج، فالمستثمر الأجنبي عندما يسأل المستثمر المحلى عن الإجراءات الحكومية يقوم المستثمر المحلى بسرد معاناته التي تقضى عليه يوما بعد يوم وإذا أردنا أن نجذب المستثمر الأجنبي أن نقوم بحل مشكلات متأصلة بكل واقعية.

لدينا جهاز إداري عقيم لا يصلح مع توجهات الدولة هذا الجهاز كفيل بالقضاء على كل بارقة أمل نحو المستقبل، أقول هذا الكلام وأنا في غاية الأسف، فأنا أريد الخير لبلادي ولعل هذه الكلمات تحدث تغييرا في سلوك الجهاز الإداري للدولة الطارد للاستثمار بكل صراحة وبدون أي تجميل.

لا توجد معايير لإصدار أي مستند خاص بالاستثمار فالإجراءات الإدارية تخضع لتقدير البعض من الموظفين وهو يتعامل مع المستثمر من منظور الفرصة التي جاءت إليه ليقوم بتقييمه ثم الحكم عليه، وعلى المستثمر أن يتقبله أو يحاول أن يبحث عن البديل المعروف وهو ما يدعم إفساد الموظف قبل أن يفسد الآخرين.

هل نعلم أن رخصة التشغيل للمصنع تتم في فترة من عام ونصف إلى عامين وصاحب المصنع يدور على المصالح الحكومية لكى يستوفى المستندات الداعمة لإصدارها وعليه فإن هناك مصانع كثيرة تعمل بدون رخصة لأنهم يعيشون على الأمل أن تصدر لهم الجهات المختصة رخصة تشغيل فقط !

والسؤال الموجه إلى وزارة الاستثمار ما هي مسئولياتك؟ وهل يترك المستثمر إدارته لأعماله واستثماراته ويتفرغ لتخليص إجراءات حكومية تعمل في غيبوبة ولا تقارن حتى نفسها بما وصلت إليه الدول المماثلة لنا في حالنا ولن أقول الدول المتقدمة وإنما أذكر الدول التي تشبهنا فقط.

الآن وقت التغيير في الإجراءات الحكومية التي تطرد ما تبقى لدينا من استثمار محلى أو أجنبي قبل أن نطلب استثمارا جديدا أو نقوم بصرف مبالغ في الهواء للدعاية للاستثمار في مصر لأن الواقع أن كل مستثمر أجنبي يسأل المستثمر المحلى عن الاستثمار قبل أن يأتي ولعل الرد الذي يقوله المستثمر المصري كفيل بطرد كل من يريدون الاستثمار في مصر فكفى أن يحكى له عن زيارة واحدة إلى الجهات الإدارية وهى كفيلة بإعطاء صورة غير مقبولة لمصر.

أرجو أن نأخذ ما جاء بالمقالة بمأخذ الجد فلا وقت للانتظار وأرجو من معالى السيد الرئيس السيسي الذي ندعوا الله أن يعينه على ما يواجهه من تحديات أن ينظر إلى هذا الموضوع بنفسه فهو الوحيد القادر على حل مشكلاته.
الجريدة الرسمية