رئيس التحرير
عصام كامل

نخبة تتصارع.. وإعلام منفلت.. ونقابات فوق القانون !!


"البقاء والبناء" هذا هو ما ينبغي أن يعمل له الجميع الآن، ولا يصح أن نرى وطنًا يتألم، ويئن من وطأة خلافات ومعارك لا طائل منها.. لم تعش مصر طوال تاريخها مثل هذا الاستقطاب والانقسام.. بعض أبناء الوطن يمضي به في مسار خاطئ لا يتوانى أعداء الخارج عن استغلاله وتوظيفه لتشويه صورة مصر وإرباكها، ودفعها لمزيد من التوتر والاحتقان وشق الصف الوطني في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لإعلاء المصالح العليا للبلاد..


ولا يصح أن نرى نخبــة تتصارع هكذا وتتجاذبها خلافات تجرنا للوراء، بعد أن بات التشكيك في كل شيء وأي شيء، ونشر اليأس والإحباط هو عنوان المرحلة.. وأحسب أن الشعب المصري قد سئم مثل هذه الانقسامات التي يكرسها إعلام منفلت يزرع الفتن ويؤجج الصراعات ويعمق الخلافات في غيبة مواثيق الشرف الإعلامي، وشيوع العشوائية والحروب الكلامية وغياب القانون والالتزام بقضايا الأمة، واندلاع أزمات تمس مؤسسات الدولة، وتضعها في مواجهة غير محسوبة العواقب مع بعضها البعض، لا لشيء إلا لأن البعض فقد بوصلته وغايته، ونسى الهدف والغاية والوظيفة الحقيقية لكل مؤسسة وطنية..

فالنقابات مثلا لا ينبغي لها أن تنخرط في نشاط سياسي، أو تجعل نفسها فوق الدولة أو دولة داخل الدولة، بل عليها واجب النهوض بأحوال أبنائها وتحسين مستواهم المهني والمعيشي.. حتى لا تجد نفسها في مواجهة مع الدولة أو الشعب أو حتى مع نفسها.. المرحلة الحالية تتطلب منا المكاشفة والمصارحة ومراجعة المواقف والاعتراف بالأخطاء والمبادرة بتصحيحها ذاتيًا حتى نستعيد وحدة الصف والموقف، ونتمكن من مواجهة التحديات بجبهة داخلية متماسكة لا تنابز فيها ولا مشاحنات..

المتربصون بالدولة يسعون لتفكيك أعمدتها وزرع الفتنة بين مكوناتها، لا سيما الأعمدة الرئيسية، كالجيش والشرطة والقضاء والإعلام.

انتبهوا لهؤلاء ولا تعطوا لهم الفرصة لكي يحققوا أهدافهم المريضة وأجنداتهم الخاصة.
الجريدة الرسمية