رئيس التحرير
عصام كامل

تسريبات تكشف دور الحكومة التركية مع تنظيم داعش

فيتو

كشفت وثائق مسربة أن الحكومة التركية تغض الطرف بشكل متعمد عن بعض العمليات التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي، في المنطقة الحدودية مع سوريا، وأن هذه العمليات والتحركات كانت تتم تحت أعين قوات الأمن التركية، وبموافقة ضمنية منها، وهو ما سماه البرلماني التركي المعارض «أريم أرديم» بالدور القذر.


وأظهرت تسجيلات هاتفية، أن أكثر من ألف عنصر من تنظيم داعش الإرهابي، عبروا الحدود التركية من داخل سوريا العام الماضي.

واتهم النائب البرلماني المعارض "أريم أرديم" الحكومة وقوات الأمن، بالتستر على نقل جرحى التنظيم الإرهابي إلى داخل الأراضي التركية وعلاجهم في بعض المراكز الصحية والمستشفيات.

وتدور إحدى التسجيلات الهاتفية المسربة بين القيادي الإرهابي المعروف في تنظيم داعش، "إبراهيم بالي"، وعدد من أعوانه الموجودين داخل الأراضي التركية.

وكان "بالي" المتهم بالقيام بعدة عمليات إرهابية داخل تركيا، يتحدث غاضبًا إلى الشخص الموجود بالطرف الآخر، ويهدده بإطلاق النار على رأسه، بعد محاولته تهريب 18 شخصًا عبر الحدود، ما أدى إلى إلقاء القبض على 15 عنصرًا منهم.

وكشفت محادثة أخرى لـ"بالي"، أن العناصر التي تم القبض عليها، تم الإفراج عنهم من قبل قوات الأمن التركية، وتم نقل بعض المصابين منهم للعلاج في أحد المستشفيات التركية.

وفي محادثة أخرى يسأل "بالي" زميله عن عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود التركية فيرد عليه الطرف الآخر مؤكدا أنهم 1128، وظهر "بالي" في محادثة أخرى وهو يهدد شخصًا يدعى "كيرك" كان على ما يبدو ينتمي لأحد الأجهزة الأمنية التركية بالقتل؛ لأنه تسبب في القبض على بعض زملائه عند عبورهم الحدود.

وقال له نصًا: «إذا سمعت أنك حاولت اعتقال أحد رجالنا مرة أخرى، فسوف أتى إلى منزلك وأطلق النار على رأسك في سريرك».

وقال "أرديم" وهو عضو في حزب الشعب الجمهوري، وأحد منتقدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الوثائق والتسجيلات الهاتفية المسربة، دليل على الدور القذر الذي تلعبه الحكومة التركية مع تنظيم داعش الإرهابي.

وأكد "أرديم" أن لديه وثائق من 422 صفحة، تتضمن تفريغًا لتسجيلات هاتفية تؤكد تورط حكومة أردوغان في التعاون مع الإرهابيين.

وأشار إلى أن هذه التسجيلات تمت داخل فندق موجود داخل الأراضي التركية، كان يقيم فيه بعض قيادات التنظيم الإرهابي، بعلم وتحت سمع الحكومة التركية وأجهزة الأمن الخاصة بها.

وأوضح "أرديم" أن لديه وثائق تؤكد أن السيارات التي يستخدمها أعضاء التنظيم في تنقلاتهم داخل تركيا كان يتم تزويدها بالوقود من إحدى المحطات الحكومية بالقرب من مسجد "كليس" قبل لحظات من الهجوم الذي استهدف المسجد.

وتساءل "أرديم" عن سر عدم اعتقال أجهزة الأمن التركية أي فرد من هؤلاء الإرهابيين، الذين يتجولون بحرية داخل الأراضي التركية تحت سمع وبصر الأجهزة المسئولة، وقال: «أسأل سؤالا واحدًا بسيطًا جدًا: لماذا كل هؤلاء الإرهابيين لم يعتقلوا؟».
الجريدة الرسمية