رئيس التحرير
عصام كامل

هؤلاء الأشرار!!


لم تنته حالة الجدل، والإسفاف التي ضربت المجتمع بعد ثورة يناير.. ولا يزال هناك شرذمة أشرار يؤثرون مصالحهم على مصالح الوطن، يشيعون الإحباط ويشككون حتى في أحكام القضاء، ويزرعون الفرقة في نسيج الوطن، ويراهنون على إضعاف الدولة وانفراط عقدها.. هؤلاء خليط من مدّعي السياسة والأبواق الإعلامية التي امتطت صهوة السياسة بعد الثورة، وصار بعضهم رؤساء أحزاب، وبعضهم ملاك فضائيات يسخرونها لخدمة أموالهم والدفاع عن مصالحهم، ويشكلون من خلالها رأيًا عامًا ضاغطًا على الحكومة وصانع القرار.. وحينما تفتش عن مصالح الوطن وأولوياته وشواغله في أفعالهم لن تجد منها شيئًا..


وللأسف لم يضبط واحد من هؤلاء متبرعًا لصندوق تحيا مصر، وبعضهم يحلون ضيوفًا على برامج توك شو هي آفة هذا الزمان وما أكثرها، ورغم إفلاسها وخسائرها فإن من وراءها يصرون عليها لحاجة في نفوسهم.. الحال نفسه ينطبق على أصحاب بعض الأعمدة والزوايا الذين ينافقون كل العهود، ويأكلون على كل الموائد، ويتبنون الشيء ونقيضه، يتباكون على الديمقراطية وهم أول من يخرج عليها إذا لم تحقق أهدافهم، ويحذرون من الديكتاتورية وهم أكثر الممارسين لها في صحفهم وأحزابهم وفضائياتهم.

أما المدهش حقًا فهم بعض المسئولين في حكومات ما بعد الثورة، والذين وافقوا على قانون التظاهر أثناء توليهم مناصبهم في الوزارة.. ثم انقلبوا عليه بعد مغادرة تلك المناصب.. فهل تغيير قانون التظاهر يتم بخرق القانون والاعتراض على أحكام القضاء، أم أن هناك مسارات أخرى قانونية لتغييره إذا كان به ما يخالف الدستور..وما وظيفة البرلمان في الدول الديمقراطية ؟!

الأدهى أن تجد من يخوض في أحكام قضائية نهائية قضت بسجن متورطين في العنف، والتعدي على منشآت الدولة ممن ينتسبون زورًا لشباب الثورة.. فهل يطرف لهؤلاء جفن باستشهاد رجال من الجيش والشرطة.. أم أنها مماحكات سياسية للاشتباك مع الدولة بحجج وذرائع شتى، تارة بحماية حقوق الإنسان وإلغاء قانون التظاهر، وتارة بالطعن في أحكام القضاء بحق الإرهابيين.. أين حقوق ضحايا الواجب من رجال الجيش والشرطة.. أم أن الغاية هي التطاول وإثارة البلبلة والتشويه وإحداث الانقسام.. لماذا تصرون على إعلاء الأنا على مصالح الوطن.. لماذا تزهقون روح الاختلاف على أرضية هذا الوطن؟!

كنا نرجو لو غادرنا دائرة الخلافات وتشويش الرأي العام والكف عن تقديم صورة ضبابية للحاضر والمستقبل وفق تصورات أساسها الظن والفهم الخاطئ..ابحثوا عن القواسم الوطنية المشتركة لبناء انسجام وطني حقيقي هدفه مصر أولًا وأخيرًا.
الجريدة الرسمية