ميشال تامر.. لبناني متهما بـ«عبادة الشيطان» رئيسا للبرازيل
في مفارقة غريبة، تولى اللبناني الأصل، ميشيل تامر، منصب رئيس البرازيل بصفة مؤقت، في حين لا يزال بلده الأصلي يبحث عن رئيس منذ أكثر من عامين.
1- المولد والنشأة
ولد ميشال إلياس تامر لوليا (المشهور بميشال تامر) يوم 23 سبتمبر عام 1940 في مدينة تيتيي قرب ساوباولو جنوب غربي البرازيل، لأبوين لبنانيين هاجرا إلى البرازيل من قرية "بتعبورة" بقضاء الكورة شمالي لبنان. وله عدة أبناء وبنات.درس تامر بعد إنهائه مرحلة التعليم الثانوي في كلية القانون بجامعة ساوباولو فحصل منها عام 1963 على شهادة الإجازة في الحقوق، ثم نال الدكتوراه من الجامعة الكاثوليكية في ساوباولو.
2- ماسونى
يُعرف تامر بأنه أحد أشهر الشخصيات المعتنقة للماسونية في البرازيل، ويتهم أيضا بأنه من "عبدة الشيطان"، لكنه ينفي ذلك قائلا إنه من "الأساطير والخرافات" التي اختلقها خصومه السياسيون لمحاربته.مارس تامر المحاماة والتدريس الجامعي، ثم دخل الحياة السياسية البرازيلية فأسندت إليه عدة مسؤوليات حزبية ووظائف قضائية وتشريعية وتنفيذية، فقد تولى رئاسة حزب "الحركة الديمقراطية البرازيلية"، وانتخِب نائبا في مجلس النواب الفيدرالي البرازيلي الذي اختير رئيسا له ثلاث مرات، ثم عُين نائبا لرئيسة البلاد عام 2011.
3- محام وأستاذ جامعي
اشتهر تامر في البرازيل بوصفه محاميا مقتدرا وأستاذا جامعيا بارزا في القانون الدستور يغرد النص عبر تويتر، ثم بدأ حياته المهنية موظفا في ديوان وزير التربية بولاية ساوباولو أتاليبا نوغيرا، وتولى عام 1983 منصب المدعي العام بالولاية.وفي العام الموالي عُين في منصب وزير الأمن العام بهذه الولاية فكان أول من أحدث مخافر خاصة بشكاوى المرأة، وأول من أسس محاكم خاصة للحقوق الفكرية عُمّمت لاحقا في باقي مناطق البلاد.
وعلى المستوى السياسي؛ انتخب تامر عام 1986 لتمثيل ولاية ساو باولو نائبا اتحاديا في مجلس النواب وأعيد انتخابه في ست دورات متتالية، وشغل عضوية الجمعية التأسيسية الوطنية التي أصدرت دستور البرازيل عام 1988. كما ترأس الدائرة البرلمانية لساو باولو عاميْ 2009 و2010.
انتخِب رئيسا لمجلس النواب الفدرالي البرازيلي ثلاث مرات، الأولى لدورة 1997-1998 والثانية لدورة 1999-2000 ثم لدورة 2009-2010، وقد عُرف في المجلس بجهوده لمكافحة الجريمة المنظمة.
انتخِب يناير 2011 للمرة الثالثة ليكون نائبا لرئيسة البرازيل ديلما روسيف، بعد أن كلف بهذه المهمة بالوكالة للمرة الأولى ما بين 27 و31 يناير 1998، والثانية ليوم واحد في 15 يونيو 1999. ويعتبر ثاني سياسي من أصل لبناني يتولى هذا المنصب في البرازيل بعد خوسي ماريا ألكمين (1964-1967).
شغل ما بين 2001-2010 منصب رئيس حزب "الحركة الديمقراطية البرازيلية" التي تأسست عام 1965 وأعيد تأسيسها عام 1981 بعد تعديل اسمها وتوصف بأنها "تجمع لرجال أعمال ومحافظين"، وقد استبعِد من هذا المنصب عام 2011 طبقا للقانون البرازيلي للقيام بمهامه نائبا للرئيسة.
كلفته رئيسة البلاد روسيف بقيادة مساعي النهوض بالعلاقات بين البرازيل والعالم العربي خصوصا في المجال الاقتصادي، فزار لتحقيق هذا الهدف عدة بلدان عربية من بينها لبنان وقطر وعُمان والإمارات.
اشتهر تامر بالدهاء السياسي وقدرته البراغماتية على قراءة المراحل السياسية لاتخاذ مواقفه، ومن ذلك ما يوصف في وسائل الإعلام الدولية بـ"انقلابه" على حليفه في السلطة حزب العمال الحاكم منذ عام 2003 (بقيادة ديلما روسيف) من أجل تولي رئاسة البلاد.
ويتهم في هذا الصدد بإبرام توافقات مع المعارضة ممثلة في "الحزب الديمقراطي اليميني"، بعد التحقيقات التي بدأتها الشرطة على وقع اتهامات لروسيف ومقربيها بالفساد المالي، خصوصا في قضية مرتبطة بشركة النفط الوطنية "بتروبراس".
كما يوصف تامر بأن له وزنا وقدرات سياسية كبيرة في البلاد، مما جعل وسائل الإعلام تقول إنه "يمارس دور رئيس الحكومة" دون أن يحتاج إلى تولي المنصب رسميا. وعُرف بأجوبته اللاذعة خصوصا في المقابلات الصحفية، وبميوله لكتابة الشعر.
4- كاتب ومؤلف
ألف أربعة كتب في القانون من بينها "الدستور والسياسة" الذي سجل مبيعات كبيرة، كما نظم 130 قصيدة شعرية من المتوقع إصدارها في ديوان شعري.الأوسمة
حصل تامر على عدة أوسمة، من بينها: "الصليب الكبير لدانبروج " من الدانمارك، ووسام "الأمير هنري" من البرتغال، ووسام "جوقة الشرف" من فرنسا، ووسام "الأرْز الوطني" من لبنان.
5- الحالة الاجتماعية
وهو جد لخمسة أحفاد وأب لثلاث بنات وابنين، أصغرهم عمره 7 أعوام، وهو الوحيد من زوجته الحالية مارسيليا تيديشي أراووجو، المعروف بأنها ملكة جمال سابقة، اقترن بها في العام 2003 وتصغره بأكثر من 42 سنة، فيما له 3 بنات من زوجة سابقة، وابن من علاقة بصحافية لم يتزوجها.وزار تامر لبنان مرتين: في 1997 كرئيس لمجلس النواب، ورافقه اثنان من 3 أشقاء ولدوا فيه، وثانية في 2011 بدعوة رسمية، فبقي وزوجته 5 أيام، شارك أثناءها كنائب لرئيسة البرازيل باحتفالات لبنان بعيد استقلاله، ودشن وقتها ما سموه Brasiliban أو "المركز الثقافي البرازيلي اللبناني" ومنحه الرئيس ميشال سليمان الجنسية اللبنانية.