ميراث الأجداد وقرض الأحفاد
في ظل الشبورة الإعلامية والتي تنقل إلينا كل شىء أسود حالك السواد، وآراء سوداوية لإعلاميين لايرون في مصر إلا الجوانب السيئة فقط، والتي يعزونها إلى فساد الحكومات، متناسين أن موظفي الحكومة هم من الشعب، وهم أيضًا من يشتكون فساد الحكومة، وهم السبب الرئيسى لهذا الفساد، الذي اعتادوا عليه واعتاد الفساد عليهم وفى ظل كل هذا هناك بقع مضيئة لاتلفت نظر الإعلام، ومن هذه البقع كثيفة الإضاءة من يتبنون فكرة التنمية المستدامة..
فقد حضرت فعليات اليوم الختامى لمؤتمر "التنمية المستدامة والأمن الإقتصادى العربى" الذي أقيم في دار الضيافة جامعة عين شمس، وهنا يجب أن أوجه تحية عظيمة واجبة أوجهها إلى السادة منظمى هذا المؤتمر الرائع إلى الأستاذ الدكتور أشرف عبد العزيز رئيس المؤتمر، والأمين العام للاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة، والأستاذ الدكتور جمال الشنتورى، والأستاذ الدكتور مجدى السماحى، والأستاذة الدكتورة هالة الأخضر، والأستاذة الدكتورة عزة حسين، وأهم من دورهم الرائع في نجاح هذا المؤتمر هي روح الفريق التي يتعاملون بها بعشق لما يؤدونه، فبهذه الروح التي نفتقدها جميعًا في مؤتمراتنا يشعرون الجميع بأن كل فرد من السادة الحضور نجم المؤتمر، حيث فوجئت حينمًا صعد منظمو المؤتمر لالتقاط صورة تذكارية أنهم كثرة ولضيق الوقت لم استطع التعرف عليهم جميعًا بل شاهدتهم منتشرين كلا يؤدى دوره بلا أي افتعال وكأنهم مشتركون عاديون في المؤتمر، وهذا هو العمل تحت مظلة الحب وروح الفريق.
وقد لخص الأستاذ الدكتور هشام إبراهيم القصاص أستاذ البيئة بمعهد البيئة جامعة عين شمس، ورئيس المؤتمر موضوع المؤتمر بالكامل في جملة أكثر من رائعة، طلبت منه أن يُعدها ويُفسرها لى وهى"البيئة ليست ميراث من الأجداد بل هي قرض من الأحفاد" وكان تفسيره لهذه الجملة الرائعة أن أجدادنا كانوا حريصين على أن يحافظوا لنا على موارد البيئة المتاحة من مياه وأرض، وهواء نظيف ، وإنسان قادر على البناء، وهذا لكى تصل إلينا وننعم بها وننميها ليس لأنفسنا ولكن لإحفادنا كما وصلت إلينا من أجدادنا، فالتنمية لا تتوقف فهى مستديمة دائمة ومتجددة وتخصصاتها متعددة فكلنا وأقصد هنا الشعب كاملا وليست فئة معينة يجب أن يشارك كل فرد فيها حسب قدراته وطبقًا لمنظومة أيدولوجية مستقبلية يشترك فيها علماء وعقلاء وحكماء ومحبين هذا الوطن في مستقبل الأجيال القادمة.
فأنا شغوف جدًا بحضور المؤتمرات والندوات الثقافية، ولكن هذه المرة كانت سعادتى غير عادية، لسبب بسيط جدًا بأن أساتذتى وزملائى من أساتدة الجامعات ومراكز البحث العلمى يديرون منطومة للعمل المدنى تسير وفق منهج منظم، له أهداف غاية في النبل والشرف غير هادفين للربح المادى أو الشهرة، حيث إن هناك على أرض مصر كثير من منظمات العمل المدنى، التي تزعم أنها غير هادفة للربح تأخذ مسميات مختلفة وأهدافها المعلنة غير ماتخبئه من ضلال، وهدفها الإساسى هو الربح المادى فقط بعد ما تحققه من شهرة إعلامية ثم تبيع نفسها لمن يدفع حتى لو على حساب جثث الشعب بالكامل، وقد هاجمتهم كثيرًا ومازلت أكشف عن وجوههم الحقيقية.
وفى الختام أكرر الشكر لكل من ساهم في وضع ولو فكرة بسيطة في مجال التنمية المستدامة، حتى لو لم تجد من يطبقها، فالأفكار لاتموت فهى ميراث الأحفاد، ومصر وبرغم كل شىء تبنى وتعمر، وتسدد حق أحفادنا الذي في أعناقنا. فلنطمئن جميعًا فالله حافظنا فهو مولانا وعلى الله فيتوكل المؤمنون