رئيس التحرير
عصام كامل

سلالم نقابة الصحفيين (2)


نعود لما قاله أبو الحديد عن أزمة النقابة وسلالمها فيضيف: "وكانت أبواب الصحف وصفحاتها، سواء الصحف القومية، أو الحزبية، أو الخاصة بعد ذلك مفتوحة دائمًا لكل فئات الشعب، تعرض قضاياهم، وتنشر آراءهم، وتتبنى مطالبهم المشروعة، وتدافع عن كل مظلوم حتى يتم إنصافه، وتساند كل صاحب حق حتى يستعيد حقه.


ومازالت الصحافة المصرية، بكل مكوناتها، تمارس هذه المهنة، وستظل كذلك، فلهذا تصدر الصحف لتعبر عن الشعب، وتحمي حقوقه وحريته في التعبير، وتدافع عن قضاياه، في نفس الوقت الذي تنير أمامه الطريق، وتسهم في زيادة وعيه السياسي والثقافي والاجتماعي، حتى يكون قادرًا على معايشة عصره، وإطلاق أحلامه، والتعرف على التحديات والمخاطر التي تحيط به، أو تعترض مسيرته.

هذا هو دور الصحافة الذي لم، ولن تتخلى عنه، أو تقصر فيه تحت أي ظرف.

باختصار: هل سلالم مجلس النقابة، وإتاحتها كمنبر لكل من هب ودب، دون تمييز- كما يحدث أحيانًا الآن-لإطلاق ما يشاء من الشعارات أو الهتافات، هو ما صنع أو يصنع الدور الوطني لنقابة الصحفيين.. مخطئ تمامًا من يتصور ذلك.

فالنقابة خلال تلك الفترة الممتدة، وبدون سلالم للتظاهر، وبدون قاعات للإيجار أو الاستضافة، لعبت أقوى أدوارها السياسية.. خاضت - في مقدمة الصفوف- كل معارك الوطن، ودافعت عن كل قضايا الشعب، وهذا ما جعلها تستقر في الذاكرة الوطنية، كرمز من رموز نضال المصريين في تاريخهم الحديث".

علينا، صحافة ونقابة، أن نتخذ المواقف الصحيحة، ولا نقود المهنة أو الرأي العام في الاتجاه الذي يفاقم المشكلات..لابد أن تكون القيادة بوعي وحس وطنيين.. إن مبنى النقابة ملك لكل الصحفيين وليس لمن يقيمون فيه.. وكذلك الصحافة ملك لكل المصريين، وليس لمن يعملون بها وحدهم.. وهذه- في رأيي- هي البوصلة الصحيحة التي يجب أن نلتزم بها جميعًا، سواء في قيادة المهنة أو الرأي العام".
الجريدة الرسمية