تيار الغد السوري: مصر دورها تاريخي ولن نقبل بالتفريط في الجولان
عقد "تيار الغد السوري" المعارض، اليوم الإثنين، ندوة حوارية لتوضيح أهداف التيار، مطالبا بدعم مصر وعربي للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، بهدف صيانة وحدة الأراضي والحفاظ على تماسك البلاد.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية حضرها مجموعة كبيرة من الكتاب والصحفيين، للحديث عن الثورة السورية وسلميتها ومراحلها وأسباب تحولها إلى ثورة مسلحة، بالإضافة إلى دور مصر وبعض الدول العربية والإقليمية في حل الأزمة السورية ورؤية التيار للأوضاع الحالية في سوريا وآليات حل الأزمة.
السلمية والسلاح
وفي بداية الندوة، تحدث قاسم الخطيب عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري عن الثورة السورية، وشرح كيف بدأت بشكل سلمي وطالبت بإسقاط النظام وكيف رد بشار الأسد بقتل المتظاهرين وقصف المدن والبلدات الثائرة بالأسلحة الثقيلة، وأشار الخطيب إلى أنه وعقب ثورة تونس تحركت الشعوب في الدول العربية ومنهم الشعب السوري الذي تحرك بشكل سلمي، ولم يتم رفع أي نوع من أنواع السلاح ضد النظام لأكثر من ستة أشهر عانى الشعب السوري خلالها شتى صنوف القتل والاعتقال والتنكيل.
ثم تحدث الخطيب عن مصر واحتضانها للمعارضة السورية المعتدلة، وأشاد بأن مصر هي أول دولة عربية رفعت شعار محاربة الإرهاب، واتهم بعض الجهات بالمساعدة على نمو الإرهاب ودعمه. ونوه الخطيب إلى الشهداء المصريين الثمانية الذين سقطوا يوم أول أمس السبت في حلوان برصاص الغدر والإرهاب وقال: يعز علينا أن تعاني مصر كما تعاني سوريا من جرائم الإرهاب الأسود.
وحدة الأرض
وأكد أن تيار الغد السوري مع وحدة سوريا أرضا وشعبا، والتيار يحتضن بين صفوفه كل القوميات والأديان والمذاهب، وأن التيار ليس لديه أي تخوف من أن تحكم تيارات متطرفة في سوريا واعتبر انهم لا يشكلون 1% من الشعب السوري، وأن من يقاتل في سوريا من المتطرفين هم من كافة دول العالم ويقاتلون باسم القاعدة وليس باسم السوريين أو الثورة السورية، وموقف التيار يتفق تماما مع موقف مصر في محاربة الإرهاب والحفاظ على مؤسسات الدولة، ونحن لا نريد أن يحدث في سوريا ما حدث في العراق أو ليبيا.
لا ولاء للأسد
ثم تحدث محمد قنطار عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، وقال إنه في سوريا قبل الثورة كان لا ولاء إلا للأسد ولا حق إلا لمن يعطيه الأسد، وأن النظام أطلق شعار محاربة الإرهاب كاستراتيجية لمواجهة الثورة واعتبرها مؤامرة تستهدف جبهة المقاومة والممانعة، وتجاهل المطالب الشعبية المحقة ومئات الآلاف الذين خرجوا في الشوارع، ومارس معهم أسوأ ما يمكن تصوره من الإجرام والقتل، ما أدى لانشقاق العديد من الضباط والجنود لحماية المتظاهرين وإعلان تأسيس الجيش الحر لحماية المدنيين وتحقيق أهداف الثورة.
الحراك السلمي
وأكد أن الحراك السلمي في الثورة السورية شبه توقف مع ظهور تنظيم القاعدة وداعش، وهو ما أعطى النظام حجة بأنه يواجه عصابات إرهابية متطرفة، وكل السوريين يعتقدون أن الأسد هو من أسس القاعدة وداعش في سوريا من خلال فتحه للحدود أمام منتسبيها ودعمه لها والتعامل المالي مع فصائلها، ومنذ ذلك الوقت تحولت القضية السورية من ثورة شعبية إلى حرب طائفية بين تنظيم القاعدة والميليشيات الشيعية والإيرانية.
وبالنسبة لوجود بعض المتطرفين السوريين في صفوف الفصائل السورية قال قنطار إنه أمر طبيعي فرضه ما فعله نظام الأسد مع الشعب من جرائم وانتهاكات، كما كان نتيجة لانقطاع الدعم عن الجيش الحر والفصائل الثورية المعتدلة، ما اضطر بعض الشباب الذي تعرض أهله للقتل والتنكيل وبيته ومصنعه للهدم وجرفت أرضه إلى الانضمام للتنظيمات الإرهابية التي لا تزال تتلقى دعما متواصلا ومتدفقا من بعض الدول والمنظمات والأفراد.
وأكد قنطار أنه لاسبيل لإنهاء الأزمة السورية إلا بوجود جملة من التوافقات السورية والدولية، وأنه يجدر بالدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية اتخاذ كل التدابير لإنهاء الصراع في سوريا في سبيل الحفاظ على أمن المنطقة العربية وإيقاف المشاريع الإقليمية والدولية الأخرى، كما أشاد قنطار بدور مصر وخصوصا ما قامت به مؤخرا من دعوة لعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لحل الأزمة السورية وحماية المدنيين الذين يتعرضون لحملة إبادة في حلب وغيرها من المدن السورية، وهذا ما أكده وزير الخارجية المصري سامح شكري لأحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري، في اجتماعهما الأخير، ودعم مصر للانتقال السياسي في سوريا.
لا تنازل عن الجولان
أما علي العاصي مسئول مكتب التنظيم في تيار الغد السوري فقد أشار خلال كلمته إلى أن التيار تم إطلاقه من مصر العروبة التي وفرت كل سبل الدعم والنجاح للتيار، وقبله كان هناك مؤتمر القاهرة الأول والثاني للمعارضة السورية، ونوه العاصي إلى مدنية التيار وأنه عابر للقوميات ويؤمن بسوريا كدولة ديمقراطية موحدة، ويهدف إلى إنشاء حركة سياسية ديمقراطية تحفظ حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، والتيار يضم سوريين من كل الطوائف ويوجد في صفوف التيار عدد كبير من الأكراد، ونوه إلى أن الأكراد عانوا كثيرا من الظلم والبطش في ظل حكم حزب البعث ونظام الأسد الأب والابن، وبخصوص الجولان قال العاصي إن الجولان أرض سورية ولا يوجد أي معارض سوري يقبل أن ينتازل عن الجولان التي يحكم وضعها قرارات دولية.
وأخيرا أشار العاصي إلى ما تعرض له الشعب السوري المنكوب في حلب من سخرية أحد الفنانين، وقال إننا لا نقبل أن يسخر أي أحد من مجازر حلب ومن جراح وآلام السوريين الذين يتعرضون لأبشع ألوان القتل والتنكيل على يد نظام الأسد وداعش.
العلاقات مع مصر
أما الدكتور محمد شاكر عضو الهيئة العامة لتيار الغد السوري فتكلم عن تاريخ العلاقة الأخوية والمصيرية بين سوريا ومصر، وأن تيار الغد السوري انطلق من مصر لأنه يؤمن بالدور المصري المحوري عربيا ودوليا، ومصر قوة إقليمية مؤثرة جدا، ونحن لدينا أمن قومي ينطلق من أدبيات التيار، وأن التيار جاء لينقل صورة جديدة للمعارضة السورية تقف ضد مشروع خطير يهدد مصر كما يهدد السوريين، ألا وهو المشروع الإيراني ومشروع حركات الإسلام السياسي المتطرفة.
وأكد شاكر أن تيار الغد السوري يعمل على حسم التجاذبات السورية وتوحيد السوريين في بوتقة واحدة، وهو تيار ولد في مرحلة الحل السياسي ولديه رؤية متكاملة ومنظومة تبدأ من مقررات جنيف مرورا بالرؤية التكتيكية والإستراتيجية للحل الشامل في سوريا، وأن التيار وضع آليات لما بعد المرحلة الانتقالية، وهي تأتي في إطار الأسئلة التي طرحها ستيفان دي مستورا وتضمنت تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.