العالم يشهد ظاهرة فلكية فريدة غدًا.. «عطارد» يعبر أمام «الشمس».. «البحوث الفلكية»: تستغرق 8 ساعات وتحجب جزءا من الشمس.. آخر حدوث لها في 2006 وتتكرر في 2017.. ومعهد الفلك
يشهد العالم غدًا الإثنين ظاهرة فلكية فريدة، وهي عبور كوكب عطارد أمام الشمس، وهى تشبه ظاهرة كسوف الشمس حيث سيحجب جزءا من الشمس، وتستعرض «فيتو» في التقرير التالي، تفاصيل مكان ووقت حدوث الظاهرة:
قال الدكتور ياسر عبد الهادي أستاذ الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: إن العالم يشهد غدا الإثنين الموافق 9 مايــو ظاهرة فلكية وهى عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس.
رؤية الظاهرة
وأضاف في تصريح لـ"فيتو"، سيمر كوكب عطارد بين الأرض والشمس فيرى من على سطح الأرض كنقطة سوداء صغيرة تتحرَّك عبر قرص الشمس.
وتشاهد هذه الظاهرة في كل من: مصر، قارة آسيا (ماعدا الجزء الجنوبي الشرقي منها واليابان) وقارات أوروبا وأفريقيا والأمريكتين وجرينلاند).
8 ساعات
وتابع: يبدأ عبور كوكب عطارد لقرص الشمس في تمام الساعة الواحدة والدقيقة 12 ظهرًا، وتبلغ ذروته في تمام الساعة الثالثة والدقيقة 57 عصرًا حيث يكون الكوكب في منتصف مسافة العبور، وينتهي هذا العبور في تمام الساعة الثامنة والدقيقة 42 مساءً بتوقيت القاهرة المحلي.
وأوضح أنه بالنسبة لمدينة القاهرة وضواحيها ينتهي رصد هذا العبور بغروب الشمس، أي أنه لن تتم مشاهدة الانسلاخ حيث تغرب الشمس (بالتوقيت المحلي) وتغرب معها ظاهرة العبور في تمام الساعة السادسة و41 دقيقة مساءً.
مشاهدتها بالمناظير
وأشار إلى أنه يمكن مشاهدة هذه الظاهرة مباشرة بواسطة المناظير الفلكية الخاصة المزودة بالمرشحات الشمسية، وذلك لحماية العين من أضرار أشعة الشمس المباشرة أو بشكل غير مباشر، وذلك بإسقاط صورة الشمس بواسطة المنظار على سطح أبيض، أما بالنسبة للنظارات الشمسية فإن استخدامها سيكون غير مجد لهذه الظاهرة نظرًا لصغر كوكب عطارد بالنسبة للشمس.
ولفت إلى أنه سيتم رصد هذه الظاهرة في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بواسطة كوادر فريق علمي من قسم أبحاث الشمس والفضاء باستخدام منظار شمسي مزود بمرشحات ضوئية وكاميرات تصوير خاصة، مشيرا إلى أنه كل من يريد رؤية الظاهرة يمكنه زيارة المعهد.
تتكرر في 2117
وأوضح، أن ظاهرة عبور كوكب عطارد لقرص الشمس تعتبر حدثًا فلكيًا أكثر شيوعًا مقارنة بعبور كوكب الزهرة، ويحدث من 13 إلى 15 مرة في القرن، فيما يحدث عبور الزهرة في أزواج تفصل بين كل عبورين فيها ثماني سنوات وبين كل زوجين مدة تزيد على القرن كان آخرها عامي 2004م و2012م، وسيكون العبور القادم في عام 2117م، وذلك لكون عطارد أقرب إلى الشمس ويدور حولها بسرعة أكبر.
مايو ونوفمبر
وأوضح أنه يحدث عبور عطارد عادة في شهري مايو ونوفمبر وقد كانت آخر خمسة أحداث عبور له في أعوام 1986م و1993م و1999م و2003م و2006م، والدور الآن على العبور المرتقب بتاريخ 9 مايو 2016م يعقبه عبور عام 2019م ثم 2032م.
ويمكن القول بأن ظاهرة العبور تشبه تمامًا ظاهرة كسوف الشمس، حين يعبر القمر من أمام قرص الشمس ليحجب عنّا جزءًا منها أو كلها، موضحا أنه تصل درجة حرارة كوكب عطارد (وهو الكوكب الأقرب إلى الشمس) إلى أكثر من 350 درجة.