رئيس التحرير
عصام كامل

مأزق مجلس نقابة الصحفيين !


من المؤكد أن الجميع يخسر في معركة نقابة الصحفيين والداخلية، على خلفية اقتحام الأخيرة لمقر الأولى للقبض على صحفي وناشط سياسي ليس عضوا بالنقابة؛ تنفيذًا لأمر ضبط وإحضار صادر بحقهما من النيابة العامة في تهم جنائية.. وأيًّا ما تكن صحة رواية الداخلية أو موقف مجلس النقابة مما جرى.. فقد كان الحل بسيطًا لو أن الداخلية لجأت إلى مواءمة سياسية باستئذان مجلس النقابة ورئيسه، لعدم إعطاء فرصة لمن يتربصون بها لإشعال الشارع ضدها.


وإذا كانت الداخلية قد أخطأت كما يرى البعض، فإن مجلس النقابة قد أخطأ أيضًا للسماح بإيواء زميل وناشط صادر بحقهما قرار ضبط وإحضار من النيابة العامة في قضايا جنائية.. وليست قضايا نشر.

لقد أدخل مجلس النقابة نفسه في مأزق بإصداره قرارات منفعلة صدامية وغير مقبولة، لا من معظم الجماعة الصحفية.. ولا من الشارع. لا أتصور أن يخرج عضو مجلس نقابة ويدعو إلى إضراب عام بالمؤسسات الصحفية.. ونتيجة لكل ما أثير وقيل عن الأزمة ومبالغة البعض فإننا بذلك قد قدمنا لقمة سائغة لتدخل الخارج وكأننا نحن من نستدعي الخارج للتدخل في شئوننا وهو بلا شك أمر مرفوض ولا يقبله أحد في هذا الوطن، فكيف إذًا يقبله صحفي؟

كنا نتمنى أن يعلي مجلس النقابة صوت العقل والحوار والمنطق لحل الأزمة.. ويجب أن تعلى مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر.. وعلى مجلس النقابة أن يتخذ المواقف الصحيحة ولا يقود المهنة إلى طريق مسدود أو يسير في الاتجاه الصدامي والانفعالي الذي يفاقم المشكلات ولا يحلها.

لابد أن تتسم قيادة النقابة بوعي وحس وطنيين، فالصحافة ملك لكل المصريين ولا يجب أن نعاقبهم في إطار مزايدة هنا أو هناك أو كسب بطولة زائفة.

وأخيرًا، على مجلس النقابة أن يراجع موقفه من الأزمة وأن ينقذ نفسه من المأزق الذي وضع نفسه فيه أمام الجماعة الصحفية والرأي العام.. وأين شيوخ المهنة مما يحدث لنقابتنا وإعلامنا.. الحلول ما زالت ممكنة.

الجريدة الرسمية