رئيس التحرير
عصام كامل

كوارث تهدد المترو.. 100 ألف شاب يهددون باللجوء للقضاء بعد إلغاء مسابقة تعيينهم.. الإدارة تواجه أزمة مالية.. الموظفون يطالبون بزيادة الرواتب.. «المالية» تبحث الأزمة.. وزيادة أسعار التذاكر 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تهدد مترو الأنفاق، عدة كوارث منها الأزمة المالية المستحكمة، والدعاوى القضائية، وفضيحة "إهدار مال عام"، ونقص العمالة، وربما تدخل إدارة المترو، في أزمة مع وزارة النقل، بسببها، في الوقت الذي باتت فيه أحلام نحو 100 ألف شاب في مهب الريح من المتقدمين لمسابقة التوظيف في الهيئة العامة للمترو.


100 ألف شاب من العاطلين اصطدمت أحلامهم وطموحاتهم بإلغاء مسابقة تعينيهم دون أي مبرر أو قرار رسمى، وهو ما دفعهم إلى تهديد المترو باللجوء إلى القضاء، إلا أن إدارة المترو ترفع شعار "ودن من طين والثانية عجين"، في الوقت الذي كادت فيه موارد المترو تنضب، وحاول وزير النقل السابق سعد الجيوشي، البحث عن منابع جديدة، أو زيادة سعر التذكرة، دون جدوى، وعلى نفس الدرب يسير الوزير الحالي جلال السعيد.

"فيتو" تفتح، في هذا التقرير، ملف الأزمة المالية في مترو الأنفاق، والبداية من مسابقة التعيينات والتي تنافس عليها أكثر من 100 ألف شاب، وتم إلغاؤها سرًا بقرار من الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الانفاق، للضغط على وزارة النقل وتصدير أزمتين للوزير.

أزمة العمالة
والأزمة الأولى هي أزمة العمالة التي كانت تنتظر الحصول على وظيفة بالمترو، وعندما تم إلغاء المسابقة تحولت هذه الأعداد إلى صداع مزمن في رأس مسئولي وزارة النقل، خاصة أن إلغاء المسابقة يضع الوزارة والمترو في ورطة قانونية والتساؤل "أين ذهبت أموال طالبى التعيين والتي تم تحصيلها في هيئة أوراق رسمية للتقديم؟".

والأزمة الثانية هي أزمة العمالة الحالية والتي تعانى ضغط العمل بسبب نقص الصرافين والعمال في كل القطاعات، وبالتالى يتم إسناد مهام إضافية لهم زيادة على مهام عملهم الأصلية وهو ما يدفعهم للمطالبة بزيادة رواتبهم وتعيين أفراد جدد لسد العجز.

اللجوء للقضاء
100 ألف متنافس على وظائف مترو الأنفاق دفع كل منهم 10 جنيهات أثناء التقديم عن طريق البريد مقابل الاستمارة والحوالة البريدية، وهو ما يصل لنحو مليون جنيه تقريبًا، مقابل التقديم لوظائف المترو، وفى حالة إلغاء المسابقة رسميًا سيتجه معظم المتنافسين على وظائف المترو للقضاء لمقاضاة وزارة النقل والشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، وحتى الآن لم يتم الإعلان الرسمى عن الإلغاء حتى لا يتوجه المتنافسون للقضاء.

جدير بالذكر أن بعضًا منهم قام فعليًا بإقامة دعوى ضد رئيس المترو ومسئولى النقل؛ بسبب عدم إعلان نتيجة المسابقة والتي تم الإعلان عنها من عام 2014 ولم يتم البت فيها حتى الآن.

منافذ تذاكر المترو

ويوجد بمترو الأنفاق 315 منفذ بيع تذاكر، كل منفذ منها يحتاج حسب الورديات 3 صرافين، وبالتالى يحتاج مترو الأنفاق لتغطية منافذ البيع الموجود 945 صرافا، بخلاف احتياطي الإجازات والعاملين الحاليين بالفعل يبلغ عددهم 700 صراف ويصل العجز لنحو 245 صرافا، وهو ما يمثل ضغطا كبيرا على المترو، وفى حالة استمرار العمل بنفس الشكل حتى تشغيل خط مترو جديد سيصل العجز لأكثر من 700 صراف، وبخلاف العجز في عمال الصيانة وغيرهم من باقى القطاعات.

وزارة المالية
وتبحث الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الانفاق، عدة حلول بديلة للخروج من أزمة المسابقات والتعيينات الجديدة من خلال مخاطبة وزارة النقل للتوسط لدى وزارة المالية لتحمل نفقات التعيينات الجديدية حتى تتمكن الشركة من الخروج من هذه الأزمة، بعد أن فشلت كل مساعي مترو الأنفاق في توفير إيرادات إضافية للمترو.

وكانت شركة المترو فشلت في توفير إيرادات إضافية من التذاكر والإعلانات وباتت أمام خيارين؛ الأول هو زيادة التذاكر التي تخشى الحكومة من الاتجاه لزيادتها والثانى هو دعم الدولة للمترو.

من ناحية أخرى قال المهندس على فضالى، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، إن تشغيل أي فرد بالمترو لن يتم إلا إذا كان راتبه مضمونًا، مضيفًا أن والمترو الآن غير قادر على دفع رواتب إضافية، ولن يتم توفير أموال جديدية قبل توفير موارد إضافية للمترو من خلال إيرادات غير تقليدية.

من ناحية أخرى علمت "فيتو" أن إدارة مترو الأنفاق لم تتمكن من تعيين الشباب المتنافسين بمسابقة المترو لعدة أسباب أولها تأخر زيادة أسعار التذاكر وهو ما عطل تمامًا التعيينات ومن المقرر ألا يتم تعيين أي شخص جديد في المترو قبل زيادة التذاكر، ومن المتوقع أن تتأخر عمليات تحريك الأسعار خلال الفترة المقبلة وفى حالة عدم تطبيق زيادة الأسعار خلال الشهور الست القادمة سيتعرض المترو لأزمة في رواتب العاملين تهدد بتاخر الرواتب لعدم توافر سيولة كافية بالمترو وسيتم مخاطبة وزارة النقل، لدعم مترو الأنفاق.

وقال المهندس عبدالله فوزى، رئيس مجلس الإدارة السابق لمترو الأنفاق، إن المترو ينتظر اقرار زيادة أسعار تذاكر المترو حتى يتمكن من تعيين جدد، موضحًا أن المترو لن يتمكن من دفع رواتب الموظفين الجدد في الوقت الحالى.

وقال إنه في حالة زيادة أسعار التذاكر سيتم توجية الزيادة للتعيينات الجديدة ولزيادة رواتب العاملين وتغطية المطالب الخاصة بمترو الأنفاق، كما ستوجه الزيادة لرفع مستوى الخدمة بالقطارات.
الجريدة الرسمية