رئيس التحرير
عصام كامل

أبرز مشاهد «الجمعة الحزينة».. 400 ميطانية ودورة الصلبوت.. ساعات طويلة في الصلاة تواكب آلام المسيح على الصليب.. الكنائس تتشح باللون الأسود.. والأقباط يصومون بانقطاع.. والنابت والطعمية أشهر ال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تشهد الكنائس المسيحية بأرض مصر، اليوم الجمعة، إحياء تذكار صليب المسيح على يد اليهود، والمسماة بـ"جمعة الآلام" أو"جمعة الصلب" أو"الجمعة الحزينة" أو"الجمعة الكبيرة"، ويتخللها طقوس مختلفة عن سائر صلوات الكنيسة على مدى العام.


يتخلل الصلوات الطويلة عدد زاخم من الطقوس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومنها أداء الحضور للصلوات 400 ميطانية "سجدة" مع ترديد كلمة "كيرياليسون" وتعني "يا رب ارحم"، بواقع 100 ميطانية في الاتجاهات الأربعة "شرقا وغربا وشمالا وجنوبا"، سائلين الرحمة من الله.

بالإضافة إلى سلسلة من الألحان القبطية الحزينة، فيما يكسو الكنائس الستائر السوداء، وترتدي النساء الملابس السوداء مشاركة لآلام المسيح وحزنا لما تعرض له على يد اليهود.

كما يقام دورة الصلبوت، يحمل الأكليروس (الأساقفة أو الكهنة والشمامسة) أيقونة الصلبوت "صورة المسيح وهو مصلوب" ويطوفون بها الكنيسة مرددين عبارة "كيرياليسون"، ثم توضع الأيقونة مع الحنوط "مواد وزيوت عطرية" ورق الورود، وترمزلتكفين المسيح، ولا تفتح إلا أثناء قداس عيد القيامة.

ويرى الأقباط أن الجمعة الحزينة أقدس يوم في أسبوع الآلام كله، واعتاد المسيحيون الصوم الانقطاعي مع مواصلة الصلوات كنوع من النسك والتعبد ومشاركة المسيح في الآلام، واعتادوا تناول «الطعمية» والفول النابت وفق المعتاد، ولكل الأكلات دلالة روحية لدى الأقباط.

يمثل صلب المسيح وقيامته الحدث المهم للأقباط ،ويعتبرونه أكبر الأعياد السيادية لاعتباره الحدث الفاصل في تاريخ البشرية، لإيمانهم بأن الله جاء لخلاصهم من الخطية على الصليب.

تختلف مراسم إحياء تذكار الصلب لدى بعض الكنائس ومنها الإنجيلية، فإنها تكون قاصرة على التأملات الروحية والترانيم التي ترمز إلى صليب المسيح وفداء البشرية.

ويواكب صلوات الكنائس ببلدان العالم، زيارة الآلاف من المسيحيين القدس المحتلة لزيارة قبر المسيح وقضاء أيام روحية هناك لحين خروج النور المقدس من القبر كالمعتاد كل عام ليشعلوا الشموع منه.

وجاء ذلك بعد خيانة يهوذا للمسيح وتسليمه لليهود، حينما كانوا يطلبونه ليقدموه للمحاكمة أمام الرومان، مقابل دراهم من الفضة، وحينما قدموه للمحاكمة أمام بيلاطس البنطي، فلم يجد علة تستدعي عقابه اقترح عليهم 3 أمور "أن يجلد ويجعله يمضي أو يستبدلوه بآخر مسجون أو يرسل لهيروس الملك ليفصل في أمره"، فكانوا يضغطون على بيلاطس هاتفين "اصلبه اصلبه".

فأرسله بيلاطس إلى الملك هيروس، آنذاك، وسخر من أمره ورده مجددا لمن أرسله يوقع عليه العقوبة، فكان اليهود يطلبون صلب المسيح وإطلاق سراح برباس الشرير، فاستجاب لهم بيلاطس رغم تحذير زوجته التي قالت له: إياك وهذا البار فإني تألمت اليوم في حلم من أجله، لكنه خاف على كرسيه ومنصبه، واكتفى بأن غسل يديه بعد تسليمه لهم للصلب وقال إني بريء من دم هذا البار.

الجريدة الرسمية