حكاوي المصاطب
بقدر سخافة ما يُثار على جميع وسائل الإعلام المرئي والمقروء ووسائل التواصــل الاجتماعي من أمور تافهة بقدر سخافة الرد عليها، ولكن بقدر تضخيــم هذه الأمور المستفزة التافهة بقدر وجوب الرد عليها.
فقد اعتلت عناوين جميــع الصحف والبرامــج أن أعلام السعودية رفعها أنصار السيسي في يوم 25 أبريل مع أن الجميع لم يشاهد هذه الأعلام لا على شاشـات الفضائيات ولا عندما شارك بنفسه في الاحتفالات إلا سيــدة واحدة من كمبارس المؤتمرات والندوات والوقفــات قد صنعها الإعلام ليضحك الناس على أسلوبها وهى تتكلم الإنجليــزية الركيكة موجهة كلامها لأوباما حتى يظهروا للعالم مدى ضحالة وبساطة فكر مؤيدى السيسي..
فهى سيدة بسيطة جدًا ومواطنة مصرية على سجيتها فمن الوارد جدًا أن تكون إحدى القنوات أعطتها العلم وقاموا بتصويرها بمقابل أو خداعها ليس هذا هو باب القصيد ثم تناقلت كل وسائل الإعلام صــورة السيــدة وفى يدها علم السعودية وبدأ جميع الكُتاب يظهرون على الفضائيات ويعلقون ويستنكرون ويضخمون ليؤكدوا شيئًا في نفوسهم وللأسف انزلق في هذه المكيدة الكثير من الإعلاميين.
فقد انتهى بل مات ودفن الإعلام بمقاييسه المتعارف عليها عالميًا وأصبح لنا إعلام يُعلم الناس الأكاذيب ويُصدر للناس العقول التافهة على أنهم صفوة المجتمع وشباب صايع على أنهم النخبة وأصبح الناس تضيع أوقاتها أمام شاشات الفضائيات بديلا لحكاوى المصاطب والقليل منهم من يقرأ ويعمل العقل فيما يقرأ يصاب بالاكتئاب وبالأمراض وإذا كان هذا شأن الإعلام الخاص فكيف تجرأ إعلام الدولة على تضليـل الناس بعد ثورة ينايــر اللعينة والدمار العربى الذي أطلقوا عليه زورًا وبهتانًا "الربيع العربي".
أتذكر في طفولتى من كان يشكك في كل ما نسمعه على شاشات التليفزيون المصرى وكل ما نتلقاه حتى من أمور دينية من رجال الأزهر بحجة أنه تليفزيون وأزهر الدولة حتى ظهر رجال دين وإعلام بديل يتحكم فيهم رجال أعمال ومؤسسات كبرى لها أهداف ومآرب معينة لا لشيء إلا لضرب الشخصية المصرية بكل صفاتها التي جعلتها تهزم كل المستعمرين على مر التاريــخ وتجعل من أرض مصر مقبـــرة للغزاة وهذا ليس كلاما إنشائيًا ولكنه التاريخ لمن يريد أن يعرف تاريخ مصر العظيم وجينات الشخصية المصرية، وتلك هي المؤامرة الكبرى على مصر والشرق الأوسط حتى حملة التشكيك في وجود مؤامرة هي في حد ذاتها مؤامرة.
فرغم ما نشاهده من خونة يجاهرون بخيانتهم في تدمير الأوطان ورغم أن هناك من ينخدع بهم من كل طبقات المجتمع ورغم وجود هذه الوجوه الكالحة في كل دول الشرق وما سببته في دمار لأوطانها فأقسم بالله الذي لا إله إلا هو أن مصر باقية ولن تموت ولكنها إرادة الله.. كتب علينا الشقاء والحرب بجميع أنواعها ربما ليستمر التاريخ يكتب حينما تخرج مصر بثوبها الجديد قوية متعافية تتحدى العالم بأصولها وعبق تاريخها على مر العصور.. فلن أيأس فاليأس خيانة للوطن.. ولن أيأس لإيمانى بتراب هذا الوطن رغم كل انتقاداتى لكثير من السياسات ولكثير من سلوك المصريين وللكثير والكثير ففي الحرب لا يجب توجيه الانتقادات يجب التلاحم والتكاتف فقط ثم عند الاستقرار نعود لحكاوى المصاطب ولكن يا ليتها تكون بأسلوب متحضر يجني المشاهد أو القارئ منها ما يفيد.
فلنا الله ولك الله يا مصر حماك الله ورعاك.