رئيس التحرير
عصام كامل

اختفاء الذهب الأبيض من أراضي الفيوم بفعل فاعل

قطن
قطن

اختفى محصول القطن من الخريطة الزراعية بقرى ومراكز محافظة الفيوم وكان المزارعون يستعدون في الماضي لموسمي الزراعة والجني وكأنهما عيدان يحتفلان بهما.


فموسم الزواج في كل قرى مصر كان يتزامن مع موسم جني القطن أو الذهب الأبيض كما كان يحلو للعامة أن يطلقوا عليه، ومنذ عشر سنوات انطفأت الفرحة.

ويقول سعد سيد «مزارع»: اختفي القطن مع اختفاء الدورة الزراعية التي كانت تلزم المزارعين بزراعة محصول بعينه، وهذا ليس معناه أن المزارعين غير راضين عن القطن، ولكن لأن القطن محصول يتأثر بما حوله من محاصيل فلا يمكن زراعته بجوار البرسيم مثلا لأن الدود سيقضي عليه بين عشية وضحاها، كما أن المزارعين في الفيوم لم يعودوا يزرعون الفول والبصل وهما المحصولان الوحيدان اللذين كانا يحمل عليهما القطن لأن عمرهما في الأرض قليل وينتهي مع موسم زراعة القطن في شهر مارس.

ويضيف محمود على مزارع أن المشكلة الكبرى أن الدولة رفعت يدها عن زراعة القطن وتركت الفلاح للتاجر الذي يحدد قيمة المحصول بحسب رؤيته وما يستطيع أن يحصل عليه من أرباح.

أضاف: صحيح أن الدولة حددت الأسعار بين 1200، و1400 جنيه للقنطار إلا أن التاجر لايزيد عن 800 جنيه، ولأن بذور القطن طويل التيلة لم تعد متوفرة ولا يوجد سوى القطن الأحمر قصير التيلة فإن مبلغ 800 جنيه للقنطار أصبح حلما بعيد المنال.

فيما قال المهندس فاروق رجب ممثل التجار المصريين في لجنة تسويق القطن، إن مجلس الوزراء أصدر قرارا في الموسم الماضي حرم تجار القطن من عملهم وأثر بشكل مباشر على المزارعين، ما أدى إلى نقص المساحة المزروعة هذا العام، وتسبب القرار في أن يبيع المزارع خاصة بمحافظة الفيوم القطن "اكثار" بأقل من قيمته المقررة بمعرفة وزارة الزراعة فقد بلغ سعر القطن "اكثار" وفقا للسعر المقرر من الوزارة 1100 للقنطار، وبعد أن رفضت الوزارة تسلم نصف المحصول من المزارعين هبط السعر إلى 800 جنيه للقنطار، ولم تعلن وزارة الزراعة عن مبرر لرفض المحصول رغم أنها المورد الأصلي للبذرة.

وتابع أن الكارثة الكبرى بمحلج سخا في الدقهلية، فقد اكتشف علماء القطن بمركز البحوث الزراعية أن المحلج خلط بذورا أمريكية بالبذور المصرية الأطول تيلة ما أدى إلى ضياع 10 سنوات من الأبحاث حاول خلالها علماء القطن إعادة السيادة إلى القطن المصري الأطول تيلة بعد أن اختفى من العالم.
الجريدة الرسمية