رئيس التحرير
عصام كامل

طقوس الكتابة عند «مرشحي البوكر 2016».. «شقير»: الحاسوب وفر مجهودا كبيرا.. شهلا العجيلي: أسرق الوقت من عائلتي والقهوة ترافقني.. جورج يرق: أقرأ 30 دقيقة قبل أن أبدأ.. و«بكاري

الجائزة العالمية
الجائزة العالمية للرواية العربية

 كواليس كثيرة تحيط الكاتب في عزلته مع أقلامه وأوراقه، فكل منهم له طقوسه الخاصة للكتابة، خاصة لو كان الكاتب محترفًا إلى حد وصوله إلى الجوائز العالمية، مثل جائزة الرواية العربية "البوكر"، والتي تعد من أشهر الجوائز الأدبية على الإطلاق.


ومن المقرر الإعلان عن اسم الفائز بالجائزة لعام 2016، اليوم في مدينة أبو ظبي الإماراتية، حيث وصل إلى قائمتها القصيرة 6 روايات.
ونرصد فيما يلي طقوس الكتابة عند معظم مؤلفي تلك الروايات:

 يقول الفلسطيني محمود شقير: «قبل الكتابة على الحاسوب، كنت أكتب بقلم الحبر على ورق مسطَّر، في فترة الصباح حينًا وفي الليل في أغلب الأحيان، وحينما أتقنت الكتابة على الحاسوب، وكان ذلك عام 1998، وقع تطور ملموس في عدد الكتب التي أصدرتها للكبار وللصغار، فقد مكّنني الحاسوب من توفير وقت ومجهود كبيرين، وحفزني على الكتابة من دون انقطاع، كنت وما زلت أكتب في الصباح، حيث أبدأ الكتابة في التاسعة أو في العاشرة صباحًا، وفي أحيان كثيرة أواصل الكتابة في الليل، وقبل كتابة صفحات جديدة أراجع ما كتبته في اليوم السابق، للتعديل بالحذف أو بالإضافة، ولاستدراج الكتابة وللدخول إلى عالمها من دون استعصاء».

 طقوس صارمة
 أما السورية شهلا العجيلي صاحبة رواية «سماء قريبة من بيتنا»، فتقول: «كان لي طقوس صارمة في الكتابة: صباحات مبكِّرة غالبًا، مع قهوة، على مكتبي الخاص، الآن مع البحث العلمي المستمر، والعائلة، ومتطلّبات الأطفال، صرت أقتنص أي عزلة ممكنة، أنتظر أن ينام الجميع، فيكون ذلك في وقت متأخر جدًّا، أو قبل أن يستيقظوا في وقت مبكر جدًا، هذا يُرهق حقًّا، إذ من الصعب أن تخضع مزاجك الكتابي لأوقات الآخرين! أحيانًا أحتاج أن أراجع كتابتي في أحد المقاهي في عمَّان، أو أن أسافر لبضعة أيام، وعمومًا لا أحتمل وجود كائن يتنفس إلى جوار شخصياتي، لابد من سكون مطبق، كنت أكتب على دفاتر جميلة أنتقيها بعناية من مكتبات بعيدة تحملني إليها أسفاري، وأستعمل قلم رصاص كأقلام أطفال المدارس وممحاة، أما الآن أكتب مباشرة على اللاب توب، ذلك أجدى من أجل الوقت والتنظيم، وربّما أكثر حرفيّة».

 العزلة الداخلية
 وللكاتب اللبناني جورج يرق، صاحب رواية «حارس الموتى»، طقوس أخرى يرويها فيقول: «العمل الصحفي اليومي أكسبني قدرة على التكيف مع جميع الأحوال والأمكنة، حسبي الركون إلى عزلتي الداخلية حتى انفصل عن المحيط وحركته، أكتب أينما كنت، روايتي الثالثة ستصدر آخر السنة الجارية، كتبتها كلها على شاطئ البحر حيث هواة السباحة والحمَّام الشمسي، أحيانًا أكتب في سيارتي، أو في المقهى، قبل مباشرة الكتابة أقرأ نحو ثلاثين دقيقة، أي شيء أقع عليه في الـ"ميني آيباد" الذي زودته قرابة ألفَي كتاب».

وأضاف: «مع وجود هذا الجهاز الصغير الذي يمكنك وضعه في الجيب، لست في حاجة إلا إلى الرغبة في الكتابة، لا أوراق، لا قلم، لا طاولة، ثلاثة أمور تمنعني من الكتابة هي نفسها التي تمنع المرء من النوم: الخوف والجوع واحتقان المثانة، طقوس الكتابة في الشتاء هي غيرها في الصيف، في الشتاء بإمكاني البقاء أسبوعًا في البيت، من غير أن أخرج إلا إلى الشرفة، أضع فيلمًا في جهاز الـ"دي في دي"، أشغله بلا صوت، وأمضي في الكتابة، أكتب وأقرأ طوال اليوم، في الصيف لا أستطيع الكتابة في البيت، أذهب إلى البحر حيث أمارس أحبّ هوايتين إليَّ وهما المشي والسباحة، وهنالك أكتب أيضًا».

 الهدوء التام
 ويحكي الكاتب المغربي طارق بكاري، صاحب رواية «نوميديا» عن طقوس كتابته فيقول: "أكتبُ بدءًا من الثانية وإلى حدود المغرب أحبُّ الهدوء التام والانزواء بعيدًا عن الآخرين، أحب الكتابة على الورق، صارم فيما يتعلّق باحترام مواعيد الكتابة والقراءة حد القسوة، والقهوة رفيقة رحلتي مع الكتابة، أميل إلى الهدوء، لذلك لا أكتب في الفضاءات العامة أو صحبة الموسيقى".

  أما المصري محمد ربيع صاحب رواية «عطارد»، يقول: «ليس هناك طقوس معينة، أحيانًا أشغل موسيقى، وأحيانًا أكتب في أماكن مختلفة، لكن يبقى الهدوء هو ما أنشده دائما في أثناء الكتابة».
الجريدة الرسمية