يد تبني ويد تحمل السلاح
مازالت الوجوه الكالحة تحاول تعكير المياه الرائقة حتى تجلس بجوار من أقنعتهم بأن تحت هذه المياه يختبئ كنوز لا حصر لها فيلقون شباكهم وينزلون بأقدام عارية وعقول فارغة منساقين وراء حلم خادع يتسببون في جفاف الأنهار العذبة الجارية ثم يجلسون ليلعنون الحكومات.
إنهم ينفخون في بالونات يسمونها الشباب فتنتفخ وتطير في السماء فلا ترى الناس إلا أقزامًا وما هى إلا لحظات وتنفجر تلك البالونات في الهواء وتسقط على الأرض وتدهس بأقدام من نفخ فيها الهواء الفاسد وأقنعهم بأن من بلغ سن الخمسين قد صدأ عقله وهم لابد لهم أن يعتلوا كراسى الوزراء والحكام لا لخبرة يمتلكونها ولا لعلم تعلموه ولكن فقط لكونهم شبابا فأصبحنا نرى هذه البالونات البعض منهم بالونات إعلامية والبعض الآخر نشطاء حقوقيين ونشطاء سياسيين، ولا أحد يريد أن يعمل بيده ليبنى وقد أصبحت هذه البالونات المنفوخة بالهواء الفاسد والتي لم تسقط بعد مثل أعلى لبالونات أخرى مازالت في كيسها تبحث عمن يملأها بهذا الهواء الفاسد حتى تحلق في الهواء المملوء بالغبار فهم مجرد بالونات لم تقرأ التاريخ ولا تحب ولا تريد القراءة والمناقشة فهذه البالونات لا تريد أن تفهم فقد أصبح الهواء الفاسد عقيدة ينفجرون من أجلها فبئس ما يعتقدون.
ألم يفكر أحد من هذه البالونات لماذا يوم 25 يناير أصبح عيدا للثورة مع أن ثورة يناير الحقيقية اشتعلت في فبراير وبدأ الناس في النزول يوم 28 يناير؟ ولماذا يحشدون للنزول اليوم يوم 25 أبريل ؟ ولماذا لم يختارون يوم الجمعة كالمعتاد؟ فالأول هو عيد الشرطة والثانى هو عيد تحرير سيناء واستعادة كرامة مصر والمصريين، فالبالونات الصغيرة لا تستطيع أن تعي ماذا يعنى عيد الشرطة ولا تستطيع أن تفهم ما هى حرب أكتوبر واستيلاء الكيان الصهيونى على الأرض فهى مجرد بالونات لا تستطيع ولا تريد قراءة التاريخ ولا حتى تستطيع استيعاب كيف كان حال المصريين إبان الاحتلال الإنجليزى حتى تقدر ماذا تعنى كلمة وطن.
هم فقط يرون النقط السوداء في مصر ويعزون أسبابها إلى فساد الحكم ويقارنوها ببقع الضوء الموجودة بدول العالم المتقدمة ويعظمون من شأن حكامها فلابد أن يكون هناك شماعات يعلقون عليها فشلهم وطموحهم الجامح بلا أساس ولا قدرات فهم مجرد بلونات منفوخة بهواء فاسد حينما تهوى إلى الأرض لا نسمع منها إلا أصواتًا مصحوبة بهواء ذي رائحة قذرة لا يمتلكون غيرها، معتقدين أنها وسيلتهم العصرية للتحليق في الهواء غير عابئين غير مقدرين سقوطهم يومًا تحت أقدام من نفخ فيهم أنفاسه القذرة.
فأنا لا أبالى من تلك الوجوه ولا هذه البالونات الفارغة لأنه ببساطة هناك الملايين من الشعب المصرى فهم اللعبة ومسك بخيوطها وهناك من يبنى وهو يمسك بيده السلاح ليحمى ورغم هذه الهواء الفاسد الذي نستنشقه فلم ولن يموت المصريــون فلنا تاريخ محفور في جلودنا ودمائنا ولأنهم لا يقرأون التاريخ فهم مازالوا يعكرون المياه وسيظلون يصطادون فيها، وسيظل هناك أغبياء يسيرون وراء حلم لا أساس له وستبقى مصر إلى الأبد بجيشها ورجالها المحترمون هم من يبنون وهم من يحمون بلادهم ويضحون من أجلها.. فتحيا مصر رغم أنف الحاقدي.. ولنا الله وحماك الله يا مصر.