استقرار مصر
الأمن ليس ترهيبًا وليس كما يصفه بعض الخارجين على القانون بأنه شيء لابد من قهره وتحجيم سلطته ويعتبرون ذلك نوعًا من الحرية التي لابد أن يكون وأن يبقى على الهامش.. يسلبون منه سلطاته، ومع ذلك وفى نفس الوقت ينتقدونه ويريدون منه أن يحميهم، ومن العدل أن نضع أنفسنا مكان من نحكم عليهم إذا أردنا أن نراعى الله في الحكم.
كيف للفرد أن يعمل وهو غير قادر على إحكام السيطرة على المخالفين والمجرمين بدعوى هدم حقوق الإنسان، رغم إهدارها علنًا في الدول التي تنادى بها ليل نهار، فتارة يسمونهم المعارضة وتارة أخرى النشطاء وهى الفئات التي يعتمدون عليهم في بث أبواق الفرقة الداعمة انقسام الشعب، والخاسر هو الوطن الذي يضيع من أيدينا.
إننا شعب لن ينسى ماضيــه ولن ينسى أن كنانة الله في أرضه هي مصرنا الغالية، وأن في مصر خزائن الأرض، ونعمة من الله لا يعرفها إلا من فقدوا نعمة الوطن، وأسال الله أن يرجع كل إنسان إلى وطنه عزيزا محفوظة كرامته وروحه ودمه ليعيدوا إلى أوطانهم نهضتها ويفسدون على كل مغرض نواياه لتقسيم المنطقة من جهة وإزهاق قواها ومقدراتها في صراعات وحروب تأكل الأخضر واليابس مستهدفين الشباب وطاقاتهم المتفجرة ليكونوا مؤمنين بفكر مفاده "إننى أعارض إذا أنا موجود وأريد الكمال حالا دون تأخيــر وأنقد دون وعي ودون حتى عرض الحلول ويعلو صوتى هتافًا دون عمل".
يوم قادم لا محالة يوم لا ينفع مال ولا بنون وهو يوم الحق يوم تحاسب كل نفس بما كسبت ومما حصدتها ألسنتهم من حسنات أو سيئات.. فلنتق الله في مصر وأهلها ونتقى الله في كل جائع ومسكين لا يقدر أن يكفى بيته ولا قوت يومه ولا نتكلم إلا بالحق ونغلب المصلحة العامة على أي مصالح أخرى حتى نحفظ بلادنا ويمر الزمان ويشهد الجيل القادم للجيل الحالي كم تحمل من صعاب للحفاظ على الوطن.
ندعو الله أن يديم على الناس أمنهم واستقرارهم حتى تنهض مصر من كبوتها فنسلمها لأولادنا سليمــة معافــة من أي سوء، ونطمئن قبل أن نغادرها أننا تركنا جيلا قادرًا على حمايتها من كل عدو غادر متربص بها.